18 ديسمبر، 2024 8:38 م

مبادرة ميليشيا کتائب سيد الشهداء، إحدى فصائل الحشد الشعبي العراقي، بقيادة المدعو أبو آلاء الولائي عن استعدادها للقتال إلى جانب ميليشيات “الحوثي” في اليمن، والذي يأتي على هامش التصعيد المفتعل الذي يقوم به نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على أثر تعرضه لضغوط إستثنائية غير معهودة على أکثر من صعيد، لايمکن إعتباره مجرد قضية جانبية أو مسعى من أجل جس نبض رد الفعل الدولي والعربي على ذلك، بل إنه يأتي کأحدى حلقات أو أدوات طهران من أجل إستعراض العضلات وعدم الاستهانة بدورها ومکانتها التي حصلت عليه بعد نشاط محموم ومشبوه طوال 4 عقود.
ظاهرة إستصغار الذات والتقزم لدى قادة ومسٶولين عراقيين بما فيهم الميليشياويين، ليست بطارئة أو مستحدثة بل إنها واحدة من نتائج وتداعيات التعامل السلبي مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي ربى ويربي الميليشياويين بشکل خاص على إسترخاص وتقزيم أنفسهم أمام أي “تکليف شرعي”يصدر إليهم من جانب رجال الدين في طهران، وإن هاشم بنيان السراجي والمعروف بأبي آلاء الولائي أمين عام ميليشيا كتائب سيد الشهداء الذي يعد أحد أبرز أعضاء مجلس شورى الحشد الشعبي برئاسة أبو مهدي المهندس نائب رئيس ميليشيا الحشد الشعبي، والذي قال بخطاب في مهرجان لميليشيا الكتائب ببغداد “أعلن تطوعي جنديا صغيرا يقف رهن إشارة عبد الملك الحوثي”، فإنه جسد هذه الحقيقة التي سبق وأ‌ن رأيناها في تقبيل هادي العامري، قائد ميليشيا بدر ليد المرشد الاعلى للنظام الايراني.
وعندما نقول بأن هذا الامر ليس بمجرد جس نبض، فإن له جذور ومقومات من أبرزها تدريب عناصر تابعة للحوثيين في معسكرات ميليشيات الحشد الشعبي داخل الاراضي العراقية، حيث إن بعض المصادر قد ذکرت بأن أعداد هذه العناصر قد فاقت الخمسمئة عنصر خلال ستة أشهر الأخيرة، الذين يأتون إلى العراق عن طريق سوريا أو لبنان. وهذا مايعني بالضرورة إقحام العراق المتخم بالمشاکل والازمات في مشکلة عويصة لاناقة له فيها ولاجمل، بل إنه يشارك کمجرد بيدق ووسيلة مستخدمة من جانب النظام الايراني تنفيذا لمآربه وأهدافه المبيتة في اليمن والمنطقة.
التصدي للمشروع الايراني في المنطقة من جانب الشعب العراقي صار واجبا وطنيا وليس المساهمة فيه وتنفيذه، خصوصا وإن النظام الايراني يواجه واحدا من أسوأ مراحله ولم يعد يتمکن من الوقوف على قدميه کما کان حاله في السابق، وبشکل خاص بعد الانتفاضة الاخيرة و النشاطات والتحرکات المتزايدة للمقاومة الايرانية التي تسير أيضا بإتجاه العمل من أجل التغيير السياسي الجذري في إيران والذي صار مطلبا إيرانيا ـ إقليميا ـ دوليا ملحا!