19 ديسمبر، 2024 1:19 ص

ليس لهم غير خيار الدفاع عن إيران

ليس لهم غير خيار الدفاع عن إيران

ليس هناك من مٶشر يدل على إحتمال أن تسير الاحداث والتطورات في المواجهة الامريکية ـ الايرانية نحو التهدئة ونزع فتيل تصعيدها بل إن الذي صار جليا هو إن التصعيد صار سمة واضحة لها وبشکل خاص من جانب الولايات المتحدة الامريکية التي لاتريد کما يبدو أن تتصور طهران ولو لوهلة واحدة بعدم جديتها، ومع إن العديد من المراقبين السياسيين والاوساط الصحفية المطلعة قد رأت بأن الرئيس ترامب لايجنح نحو المواجهة العسکرية مع النظام الايراني، غير إن تسارع الاحداث خلال الاسبوعين الاخيرين، غيرت من تلك الرٶى وحلت محلها قناعات بأن هذا الامر ممکنا وقد يوعز بها ترامب في أية لحظة.
العراق الذي يتابع تطورات الاحداث هذه عن کثب وصار يجد صعوبة في البقاء ماسکا العصا من الوسط، ولاسيما وإن القوى السياسية والجماعات المسلحة التي تميل لإيران أکثر، صارت تمارس الضغط على حکومة عادل عبدالمهدي إضافة الى ضغوط إيرانية مباشرة عن طريق السفارة الايرانية التي لاتکف عن النشاط والتحرکات في ضوء حالة القلق والارباك التي تسود في طهران والتخوف من العديد من الاحتمالات القائمة والتي تسير نحو سياق سلبي وخصوصا فيما يتعلق بالاوضاع في داخل إيران. ولذلك فإن هناك ضغوطا مکثفة من جانب النظام الايراني من أجل ضمان بقاء العراق ورقة بيده وساحة مفتوحة وخاضعة له.
من الواضح إن واشنطن ققد أوضحت لرئيس الوزراء العراقي مغبة ميلان العراق لصالح النظام الايراني وقيام الميليشيات التابعة له بالتعرض للأمريکيين وماذا سيترتب على العراق من جراء ذلك خصوصا وإن ترامب وقبل موجة التصعيد الاخيرة من جانبه کان قد إتصل بالرئيس الروسي وأجرى مکالمة معه إستغرقت زهاء 90 دقيقة ولايمکن إستبعاد کون الملف الايراني واحدا من أهم محاور هذه المکالمة، ولذلك فإن واشنطن تبدو کمن يتحسب ويتحوط مسبقا للخطوات التي يخطوها، ولکن وفي مقابل ذلك نجد إن القوى السياسية والجماعات المسلحة الدائرة في فلك طهران، تتصرف وکأنها ندا لواشنطن، وإن تأکيد ائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالکي يوم الخميس الماضي بأن” العراق لن يتخلى عن ايران مهما كانت النتائج” الى جانب إن تأکيد النائب عن تحالف الفتح كريم عليوي، في نفس اليوم بأن” العراق لن يكون جزءا من المشروع الاميركي بالمنطقة بل سيكون ضمن المشروع الايراني”، إضافة الى مواقف أخرى مشابهة تجري بنفس السياق والحماس في إنحيازها للنظام الايراني، تدل على إنها لاتريد أن تمر هذه الازمة بردا وسلاما على العراق وإنما تسعى لربط العراق قسرا بنظام غامرا وجازف کثيرا حتى صار مهددا ليس فقط من جانب خارجي فقط بل وحتى من الجانب الداخلي، وهو أمر سوف يکون مکلفا جدا على هذه الجماعات وسترى کم إن ثمن ذلك سيکون باهضا عليها.

أحدث المقالات

أحدث المقالات