قبلَ قدومْ الماكنة الحربية الاجنبية للعراق كان النظام المقبور يصرخ بأنه سيدمر اي عدو يقترب من حدود الوطن الجميل وسيحيل كل القادمين الى رماد . عنجهية وغطرسة ليس لها مثيل في التاريخ الحديث جعلتنا جميعا نحن الفقراء نكتوي بنيرانٍ كنيران جهنم وتحطم العراق وتلاشت كل الأنفاس التي تعود للحكم السابق ومات الرأس الاول أبشع ميتة. تاريخ نخشى ان يتكررمن جديد ويستيقظ النمر الوحشي ليحيل حياة كل العراقيين الى جحيم حقيقي وعندها لن تنفع كلمات الندم والحسرة على ضياع كل شيء.
العراق مشلول بكل ماتعنيه هذه العبارة من معنى ..فكيف للمشلول أن يحارب ويقاوم التنين المارد الكبير ؟ معادلة ترفضها كل المباديء المنطقية بكل جدارة. في النهاية لن يتعذب الا الفقراء – امثالي- من البنـــــــين والبنات والرجال والنساء – أما الاغنياء سيهربون الى بيوتهم وجنسياتهم في الدول الاخرى التي يحملون جنسياتها ويتركوننا وحيدين نعاني شظف العيش والم الحصار والدمار كما عشناه من قبل في زمن الظلم والاستبداد قبل عام 2003.
ليس في مقدرونا ان نفعل اي شيء – نحن طبقة الفقراء – الا ان نقول ونصرخ بكلمات لن تصل الى نهاية الشارع الذي نسكنه. يارجال دولة العراق من كل الفئات يجب عليكم ان تتبعوا العقل وليس العواطف. لدينا عشرات المدن المهشمة بسبب الحروب المتعاقبة المعروفة للجميع. لدينا نازحين لازالوا ينتظرون الفرج للعودة الى ارضهم ومنازلهم. في الجنوب لدينا عشرات لا بل مئات المدن التي تفتقر الى كل شيء – الى ادنى مستوى للحياة الكريمة. أزمات اقتصادية ونقص في كل شيء . أزمة الفساد المستشرية تكاد تُحرق كل شيء ولدينا سلاح لايعود للدولة وكاننا نعيش في عدة دويلات. لدينا تدخلات خارجية متعددة ومناطق ملتهبة. كل هذه المشاكل المرعبة تجبرنا لا بل تدعونا بكل جدية للتفكير بمصلحة العراق الاف المرات قبل ان نندفع خلف عواطفنا الجياشة وعندها لن ينفع الندم. الجميع يعرف ان الاحتلال عار على اي بلد يتعرض اليه من قبل دولة اخرى ولكن للظروف احيانا احكام وحالات خاصة لاينبغي تجاهلها مطلقا . قال أحد السياسيين عبارة جعلتني اقف عندها طويلا واجدها منطقية وهي ” نعم ألأحتلال عار..ولكن يتحمل هذا العار القوى التي قبلت أن يحتل العراق تحت ذريعة الخلاص من النظام السابق” . في هذا الظرف الخطير الذي نمر فيه – اقصد العراق- نحتاج الى عقلية سياسية عراقية خالصة تحتكم الى الضمير الانساني الواقعي الذي يجسد العلاقة الصحية السليمة مع المجتمع الدولي لكل العالم لأن العراق لاتبنيه الشعارات العاطفية الرنانة – كما كان قد صار في زمن دولة الخوف السابقة قبل 2003- وبالتالي ذهبنا جميعا مع الريح ومات عشرات لابل الاف العراقيين الابرياء بسب تلك العنجهية المزيفة. كما اسلفنا – العراق يعيش في ازمة سياسية ..اقتصادية..عسكرية ..ثقافية ..وكل مايتعلق بالبنية التحتية. نحتاج الى نظرية منطقية تنتشل الواقع المأساوي الذي يعيش فيه المواطن العراقي. نحتاج الى حكومة في هذا الزمن تفكر بجدية في مصلحة العراق قبل مصلحة اي طرف آخر ..وكما قال أحدهم ” ليس للوطن أصدقاء ..بل للوطن مصالح” فالجميع في كل العالم يبحث عن مصالحه قبل مصالح الآخرين. أذا طبقت الدول العملاقة تهديداتها المستمرة لأسباب يعرفها الجميع سيكون العراق قضية دمار شاملة بكل ماتعنيه هذه الكلمة وعندها سنموت ونحن على قيد الحياة..سنموت من الألم والجوع ونقص في الثمرات والأنفس. البقية معروفة للجميع. اللهم احفظ وطن المقدسات بحق كل الانبياء والأئمة الراقدين في ارض العراق.( كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله). سلاما لأرض العراق وسلاما لكل من مات من اجل العراق.