18 ديسمبر، 2024 6:42 م

ليس دفاعا عن السعودية .. رد على مقال ” كلا ياعلاوي السعودية لم تساعد العراق”

ليس دفاعا عن السعودية .. رد على مقال ” كلا ياعلاوي السعودية لم تساعد العراق”

لإثبات التورط السعودي الرسمي ، وفق القانون الدولي ، بدعم انشطة القاعدة ومن ثم داعش في العراق ، لابد من تحقق واحد من اشتراطين على الاقل : الاعتراف السعودي بهذا الدور ، او اثبات الحكومة العراقية له ، وكلاهما غير حاصل ، بل ان الموقف العراقي لم يرق الى مستوى الاتهام الجدي ، مما يثير تساؤلات حادة عن مصادر ودوافع تلك الهجمة السياسية والاعلامية الهوجاء على المملكة العربية السعودية ، مع انها تتعداها الى كل ماهو عربي من الدول الشقيقة وحكوماتها !! .
لا احد ينكر وجود اعداد كبيرة من الشباب السعودي المنخرط في النشاطات الارهابية داخل العراق ، الا ان وجود خلفية رسمية سعودية لهذه العناصر يجانب المنطق والواقع ، لجهة انهم ملاحقون من الحكومة السعودية وبعضهم متورط في اعمال ارهابية داخل المملكة ذاتها ، من جانب ، ولكون القاعدة وداعش تتبنيان فكرا تكفيريا عدائيا ورافضا لكل اشكال النظم والكيانات السياسية في العالم بما فيها النظام السياسي وكيان الدولة السعودية ، من الجانب الآخر . في المقابل ، وهو ماتغافل عنه السيد وليد سليم عمدا في مقاله الموسوم ” كلا ياعلاوي السعودية لم تساعد العراق ” لابد من التنويه بالمبادرات السعودية الرسمية الايجابية تجاه العراق وشعبه ، وسياساتها الجريئة والواضحة في مواجهة داعش ، بما فيها انخراطها في التحالف الدولي لدحر التنظيم ، كحليف اساسي ضد الارهاب على وصف المسؤولين الامريكيين ، وقبل ذلك مساهمتها بمبلغ 500 مليون دولار لدعم النازحين العراقيين ، وهي مواقف تتشاركها السعودية مع دول الخليج العربية الاخرى التي لم تتردد في الدعم العسكري والمالي للعراق ، على شاكلة تأجيل دفع الديون العراقية المستحقة للكويت ، وشحنات السلاح المجانية ، وهي بادرات ايجابية لاتخلو من بصمات اياد علاوي ، تصب في مصلحة البلد ومعركته المصيرية ضد قوى الارهاب والتطرف .
وعودة الى العلاقات العراقية – السعودية نتساءل عن سر صمت السيد وليد عن مباركة المملكة للسيد العبادي ، واستقبالها للدكتور ابراهيم الجعفري ، وتوجيه دعوة رسمية للسيد رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ، وعن زيارات قيادات سياسية مهمة ومن كل الالوان للرياض ، ام ان اجندة خاصة تقف وراء استهداف علاوي دون غيره ، مع اننا نشجع سياسة انفتاح العراق على محيطه الاقليمي العربي والاسلامي ؟
ان التعاطي مع العلاقات الدولية من منطلقات هشة ورؤية ضيقة تنبني على الانفعالات وردود الافعال المراهقة يضر بمصالح البلد ويجعله فريسة للارهاب والعزلة ، وهو ماتحاول بعض القوى تنفيذه لرهن القرار الوطني بارادات خارجية ، وهي فلسفة متصلبة يعمل السيد نائب رئيس الجمهورية على كسرها لاخراج العراق من عزلته واعادته الى لعب دوره التاريخي عبر الاقليم والعالم من خلال تبني منهج الانفتاح والتعاون ضمن اطار الاستقلال والسيادة والاحترام المتبادل .