18 ديسمبر، 2024 7:55 م

ليس جميع أبناء تكريت خدموا نظام صدام .. الشهيد راجي التكريتي نموذجاً

ليس جميع أبناء تكريت خدموا نظام صدام .. الشهيد راجي التكريتي نموذجاً

الشهيد راجي التكريتي
الشهيد راجي التكريتي

الشهيد الدكتور راجي التكريتي .. شهيد حقيقي جسد معنى الإنتماء الوطني في أرقى سموه .. كنت أنوي الكتابة عن حياته من خلال الإستعانة بمصدر من عائلته الكريمة وأقدم سردا تاريخياً عنه ، لكني رأيت ان المعنى الذي جسده هو أهم من سرد الاحداث ، ومن الواجب الإحتفاء به ، والتذكير بمآثره التي كتبها كجزء من التاريخ الوطني العراقي .

ميزة الشهيد راجي انه كان مستقل سياسيا دون دوافع حزبية ، وكانت مواقفه وطنية صرفة ، ولم يكن بحاجة لشيء ، فهو ميسور وليس بحاجة للمال ، وكان ذو جاه وسمعة طيبة ونفوذ كبير لدى افراد السلطة العليا ، فهو أحد أبناء مدينة تكريت وتربطه علاقات عائلية وعشائرية ومناطقية بالسلطة ، والرجل إضافة الى كونه طبيبا ناجحا ، هو مثقف رصين أيضا ، وأذكر صرح في لقاء أجريته معه مجلة (( الف باء )) في عقد الثمانينات انه يمتلك في مكتبته حوالي 12 الف كتابا ويفكر في الإستعانة بالكومبيوتر لفهرستها .

الحجي هكذا يسمى الشهيد راجي كونه كان متدينا ، قاد الجهد الطبي العسكري بنجاح أثناء معركة العراق – وليس صدام حسين – ضد العدو الإيراني بحكم منصبه مديرا للأمور الطبية.

لقد ضحى بكل شيء ، ولم تقف بوجهه الإعتبارات الطائفية والمناطقية وكونه إبن مدينة تكريت التي تحكم العراق وربما تخسر السلطة في حال تغيير النظام ، وحاول إنقاذ وطنه حينما رأه يغرق وفي طريقه الى الخراب الذي هو عليه الآن ، كان في عمر 61 عاما أو أكثر حينما أُستشهد ، تصوروا على سبيل المثال : مستقبل العراق كيف سيكون لو حكمه شخصية بمستوى الدكتور راجي من عائلة محترمة وإبن خير ومثقف ، ووصل مستوى وعيه الى مرتبة النضج و الحكمة وتحسس محنة وطنه وحاجته للتغيير .. ياترى كم خسر العراق بغياب شخصيات من أمثال الشهيد راجي مما مهد الطريق لإجتياح البلد من قبل اللصوص والمجرمين والعملاء لتمزيقه ونهب خيراته وحرمان الشعب منها !

معنى ورمزية مواقف واستشهاد الدكتور راجي .. تستحق أكثر من إحتفاء وتذكير الأجيال بها ، فهو يذكرك بأنه دائما هناك يوجد من يضحي بنوايا صادقة حقيقية .. بحيث جعلني أنا إبن مدينة كربلاء أراجع نفسي بخصوص أبناء تكريت وأستبعد التعميم المتسرع بشأن خدمتهم جميعا لنظام صدام فقط .. بل بعد التأمل والتفكير وجدت الكثير من أبناء تكريت الشجعان الشرفاء في الجيش والمخابرات والأمن والإستخبارات .. كانوا يدافعون ببسالة عن الوطن ضد الأعداء : إيران و التنظيمات الإجرامية التي كانت تستهدف تدمير الدولة العراقية وليس النظام الحاكم .
تنويه : جزيل الشكر والتقدير لنجل الشهيد الأستاذ مهند على رحابة صدره عند التواصل معه حول والده .