18 ديسمبر، 2024 11:13 م

ليس بالطب وحده !

ليس بالطب وحده !

كتب صديق واستاذ زميل لنا من الحريصين على التعليم والكفوئين رايا جميلا موجها لوزارة التربية وكذلك التعليم يناقش فيه الوضع في المرحلة وتداعيات الحجر المنزلي وماشابه، وكان الكلام متخصصا طبعا ومفيدا نشكره عليه ، ولكنه في معرض كلامه كان قد اقترح اليات معينة بخصوص معدلات المجموعة الطبية وامتحاناتها (فقط) او انه بين وكانها الوحيدة المهمة والتي يجب ان يدقق في كونها رصينة الشهادة او العلمية

فعلقت هناك ولكني نقلت التعليق هنا للتعميم ، حيث اني قد لااستغرب من غير المختصين او من العوائل هذا التركيز على الطب فقط..(لانهم ظلوا زمنا طويلا يظنون ان الطب منصب ومظهر اجتماعي حتى افسدوا اخلاقيات بعض المتخذين من هذه المهنة الانسانية العظيمة مصدرا للكسب او المفاخرة دون تقديم مايستحقون عليه ذلك)، وكانوا محط انتقاد لنفس الاستاذ الكريم وغيره الى ان جاءت كورونا ..فظهر منهم كثيرون اعادوا للمهنة اخلاقها وانسانيتها حفظهم الله .

وهنا اريد ان انوه وانبه الى ضرورة ترك المجتمع لهذه الفكرة الشكلية وفهم ان البلدان بحاجة الى مهندسين اكفاء ايضا بل هم اهم من المشتغلين بالمهن الطبية ، وكذلك حقوقيين محترفين وهم اخطر ..وكذلك مدرسين وهم اساس الجميع .و اعلاميين مهنيين لنوجيه المجتمع بشكل غير منحرف ،وعسكريين محترفين لحماية البلد ومراعاة حقوق الانسان ، وكذلك تحتاج التخصصات الانسانية (من لغات وآداب وفنون وعلم النفس والاجتماع والاقتصاد …وغيرها مما يتكاتف لتقدم المجتمعات وفائدتها )

فآمل ان يترك فكرة ان الاهتمام يجب ان يكون في الطبية فقط ومعدلاتها والحصول عليها.

فها نحن بدون مستشفيات يبنيها المهندسون ويطالب بها الحقوقيون ،فما فائدة كثرة الاطباء؟

وهانحن بدون مختبرات بايلوجية يصنعها المخترعون ويركبها الخبراء الفنيون ،فما فائدة كثرة التقتيين الطبيين !

وها نحن بدون اجهزة اسنان وعيادات ينشئها الاغنياء المثقفون ويصممها المعماريون الناجحون،فما فائدة كثرة اطباء الاسنان ؟

وهانحن بدون كمامات ولا ادوية ينتجها الصناعيون ويصمم معاملها المهندسون الاليون ،فما فائدة كثرة الصيادلة وصيدلياتهم؟!

الامر ليس انتقاصا من مهنة الطب فهي بعد الله مهنة تساهم في ادامة الحياة ولاشك . ولكن لنجعل لكل الامور نفس الاهمية ،فانك تحتاج الاستاذ كل حياتك وقد لاتحتاج الطبيب في حياتك الا نادرا مع حفظ الله .واذا ظلمك القاضي الفاشل وتلاعب بك الحقوقي الفاسد فقد تخسر حياتك بالاعدام او حريتك بالسجن ظلما ماينفعك طبيب ! واذا حكمك سياسي سيء فقد تخسر بلدك كله كما يحدث معنا ولاطب سينقذك بل ان الطب سيغرق مع الغارقين ، وتحتاج المهندس في كل شيء من بيتك الى سيارتك الى تلفونك ولاتحتاج الطبيب الا في شيء واحد ،واذا غشك المهندس الفاشل فقد تسقط بنايتك وبيتك فتموت ولا طبيب يحييك .وعندما تحصل الزلازل والاعاصير في بلدان التقدم فان الذي ينقذ ارواح الالاف دفعة واحدة هو التقدم الهندسي..والوعي التعليمي وليس الطب،الذي ياتي دوره لاحقا. فتحية وتقدير وشكر لكل فرد في الكوادر الطبية المخلصة حيثما وجدوا.ولكن :

ليس بالطب وحده يحيا الانسان.