على الرغم من احالة مناقصته منذ فترة والتقدم في نسب انجازه الا انه لايزال تحت الانظار ويوجه اللوم والتشكك الى الشركة المنفذة وتتهم هي والحكومة بانهما متلكئتان في العمل به , وان العمل فيه متوقف , وتكرار القول انه لو منح الى الشركة الصينة لكان العمل فيه قطع اشواطا اكثر مما عليه الان .. كل طرف مع او ضد يسوق مبرراته , ولكن الملاحظ ان المشككين في اكماله ليس لديهم حججا قوية على ما يدعون , كما ان هناك تخوف من عدم اكماله في موعده يزيد منها ضعف المعطيات عنه .
المهم اعلنت هيأة الموانئ قبل ايام عن المباشرة في دق ركائز الارصفة الخمسة بعد جلب الشركة الكورية الى آلية بهدف انجاز الاعمال في الميناء .
الواقع ان هذا المشروع الاقتصادي العملاق والحيوي للاقتصاد الوطني يتعرض الى سيل من الهجمات بلا مبرر بعد ان تم التعاقد عليه والمباشرة فيه وتحقيق نسب انجاز وفقا لما هو مخطط له , وهذا الهجوم لا يقتصر على ما ينشر ويصرح به داخل البلاد , وانما يتعداه الى خارجها الى الجهة المنافسة , وهذا ما يثير الشكوك في دوافع بعض الحملات على المشروع .
عادة البلدان المختلفة تحشد إمكاناتها مؤسسات ومجتمع لمساندة التنفيذ على الوجه الاكمل وعدم وضع العراقيل والتحديات في طريق استكماله , والجميع يكون عينا للمراقبة على ذلك , وليس العودة الى المربع الاول الذي اشبع نقاشا واتخذ قرار بشأنه وحسم امره وطائل من فتح النقاش مجددا ما دامت الامور على ما يرام والعمل جار . وكان الاجدى وللمصلحة الوطنية ان تحشد الامكانات للإسراع في تنفيذه الاعلامية والعملية .
ان اغراض هذه الحملات تتلخص في التشهير والتسفيط السياسي ومحاولة التأخير في بنائه وبالتالي تحقيق مصالح لا علاقة لها بالمصلحة الوطنية , الاستمرار في ” لوك ” ما تم توضيحه والنقاش السفسطائي يشوش على العمل ويسبب خسائر لا فائدة منها ولا تعيد الامور الى ما يريد البعض .
المشروع كلما حشدنا الطاقات وهيئنا الاجواء المناسبة للإسراع في تنفيذه حققنا جدوى اقتصادية افضل . والاهم في هذه المرحلة ان نكرس الجهد والامكانات للمراحل اللاحقة , وفي مقدمتها الطريق البري الذي يربط البلد من الفاو الى زاخو , وبناء سكك حديد متطورة وما الى ذلك من متممات تتطلبها عملية استغلاله في اقصى طاقاته الاقتصادية والخدمية .
للأسف البعض من القوى السياسية مشغولة في اثارة الاحباط الى درجة انها لا ترى جدوى من انشاء ميناء الفاو الكبير رغم مردوداته الاقتصادية وبالأرقام الكبيرة , متفقة مع وجهات نظر من خارج الحدود التي تهدف الى تطوير وتوسيع موانئها حتى انها دعت صراحة الى الغائه والمشاركة في بناء موانئها , وبذلك تجعل العراق طريقا لمرور الترانزيت وحرمانه من الفوائد الاقتصادية والاجتماعية التي يحققها المشروع .
هناك حاجة الى ضخ معلومات متواصلة عن سير العمل لإفشال الحملة ضد مشروع الفاو ووضع المواطنين في صورة ما يتم انجازه ليكونوا وسيلة مراقبة وضغط لتخطي العقبات واستيعاب الاف العاطلين في العمل فيه .