23 ديسمبر، 2024 10:16 ص

ليس بالتسقيط يحيا الانسان

ليس بالتسقيط يحيا الانسان

بدأت ملامح جمل وعبارات واتهامات وعناوين تظهر هنا وهناك لتسقيط شخصيات مرشحة للانتخابات المقبلة يعتقد كثيرون ان دورا او نجاحا سيكون من نصيبها .
ولان فن التسقيط ليس حرفة جديدة وطالما استخدمه اعلاميون وسياسيون في مثل هذه الحملات فهو ايضا ليس صعبا لمن شاء ان يستخدمه ، او يقنع او يمول اخرين باستخدامه ، ولكنه في كل الاحوال فن او اسلوب رخيص لا يؤدي بالنتيجة الى بناء وطن ولا يطرح شخصيات بديلة مقنعة بقدر من يسمح من جانب اخر بتقديم شخصيات اخرى مهيئة للتسقيط ولديها من الملفات ما يكفي .
فن التسقيط الذي اعتاشت عليه احزاب وبرزت فيه واحترفت منذ ازمنة بعيدة اثبت ان من انتهجه لم يكن قادرا على تقديم البديل الافضل ، ولو وكان قادرا فعلا فيكفيه ان يلمح او يشير للناس الناجحين ليكونوا وسيلته للفوز ، ولكن اسلوب التسقيط يبقى اسلوبا فاشلا يمارسه الفاشلون غير القادرين على انضاج تجربة او تقديم فكرة او هم من دعاة وحذاق ممارسة اسلوب الابتزاز والتخوين ، وما من شخص يعتمد التسقيط الا لانه يدافع بشكل غير مباشر عن ساقط اخر معروف ويريد اخفاء ملامحه في حومة المجادلات .
في الانتخابات سيكون ابرز مناهج التسقيط الاتهام بالفساد ،  ولاني اعرف ويعرف غيري خفايا الامور ، فان كثيرا من المفسدين ممن يحاولون اخفاء جرائمهم يعمدون الى اثارة واتهام اخرين لكي يتمكنوا من النفاذ والمرور بسلام في الانتخابات وترشيح انفسهم ليصبحوا وللمرة الثانية او الثالثة قطط العراق السمان التي تأكل حتى النخاع .
ولاني اذكر الاخرين بان آفة العراق ليس الفاسد حسب ،  وان كان ابرزها واقذرها فان ملفات اخرى لا تقل خطورة تتعلق بالسياسات الداخلية والخارجية ، ومستويات تطوير العراقيين ، وحفظ كراماتهم وذمامهم ، وانتشال الضائعين والمستضعفين من مخالب الافاقين والمجرمين والضالين والمضلين ، وهذا لا يحتاج الى كبير معاناة لمعرفته ، بل اصبح من الوضوح بما لا يخفيه غربال او صفائح من حديد .
نحتاج للانتخابات المقبلة ان نكشف الفشل وفي اي مكان ، وان لا نكتفي بذلك بل نقدم البديل الصحيح ، ولا نكتفي او نتمتع بالهذيان اللفظي الذي لا طائل من ورائه بل نكشف الفشل وما يمكن ان يؤدي بعد سنوات ونقدم البديل معززا بالوثائق والادلة والدراسات والبراهين .
نعم نحتاج كل هذا ولا نكتفي بالهجمات اللفظية على الفساد ليتم اخفاء الفاسد في جانب اخر ، وتلك هي مهمة الاعلام والشرفاء اذا ارادوا ان تكون الانتخابات عنوانا لعراق جديد حقا ، وليس جديدا على طريقة السنوات الماضية .