22 ديسمبر، 2024 11:30 م

ليس النظام الايراني کما يدعي

ليس النظام الايراني کما يدعي

يحاول النظام الايراني جاهدا أن يظهر نفسه قويا متماسکا وإن العقوبات الامريکية وعلى الرغم من تأثيراتها السلبية، فإن الاقتصاد الايراني يواجه تلك التأثيرات ولايزال يقف على قدميه، لکن الملفت للنظر هو إن القادة والمسٶولون الايرانيون لايشيرون لامن قريب ولامن بعيد الى الرفض الشعبي المتزايد ضدهم سواءا في داخل أو في خارج إيران والذي صار الاعلام العالمي ليس يشير إليه فقط ونما يتناوله بإسهاب، إذ أن إستمرار الاحتجاجات من جانب مختلف شرائح الشعب الايراني وکذلك عدم توقف نشاطات معاقل الانتفاضة ومجالس المقاومة ضد النظام والتي صارت حديث الشارع الايراني، يشکل تهديدا نوعيا على النظام الذي يسعى من أجل التغطية عليه ولاسيما وإنه يتخوف کثيرا من إحتمالات أن تندلع الانتفاضة بقوة ضده.
مشکلة النظام الايراني الکبيرة هي إن هناك حالة تواصل بين الرفض الداخلي والخارجي له إذ أن التظاهرات التي تنظمها المقاومة الايرانية لأبناء الجالية الايرانية في کبريات مدن العالم ولاسيما مدن صنع القرار السياسي الدولي، تقوم وبصورة دقيقة بإيصال صوت الشعب الايراني بأمانة الى الرأي العام العالمي ولاتسمح للنظام بأن يغطي على ذلك وإن التظاهرة الکبيرة التي جرت في 15 من هذا الشهر في بروکسل والتي شارك فيها الالاف من الايرانيين هاتفين بإسم الشعب الايراني بإسقاط النظام الايراني ومعلنين عن دعم وتإييد الشعب الايراني للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية بإعتباره البديل القائم للنظام ومطالبين المجتمع الدولي بدعم النضال الذي يخوضه الشعب الايراني من أجل الحرية والاعتراف رسميا بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية، هذه التظاهرة التي حظيت بتغطية إعلامية واسعة النطاق، أثبتت بأن الرأي العام العالمي وبفضل النشاطات والتحرکات الفعالة والمستمرة للمقاومة الايرانية على تواصل مستمر مع الاوضاع المتعلقة بالشعب الايراني، وهو ماله دوره وتأثيره الکبير في التأثير على مراکز القرار في هذه المرحلة بالغة الحساسية التي يواجه فيها النظام أوضاعا وظروفا جعلت التخبط والتوتر على التصريحات الصادرة من جانب القادة والمسٶولين الايرانيين واضحة.
الاوضاع الداخلية المضطربة والرفض الشعبي المتزايد ضد النظام وتسليط وسائل الاعلام العالمية والعديد من الاوساط والشخصيات السياسية الضوء على المجلس الوطني للمقاومة الايرانية بإعتباره أهم وأکبر معارضة إيرانية ممسکة بالساحة الايرانية وتردد طرحه کبديل للنظام هو الذي يٶثر على النظام الايراني أکثر من أي شئ آخر، خصوصا وإن للمقاومة الايرانية دور وحضور داخلي مٶثر وفعال ولعل قيام النظام الايراني خلال هذه الفترة التأکيد على إنه لايوجد بديل له وفي حال سقوطه فإنه ستصبح إيران مثل سوريا وتسود فوضى عارمة المنطقة، هو أکبر دليل إثبات على إن النظام يتخوف کثيرا من التهديد الذي يمثله المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ويسعى للتغطية والتمويه عليه.