19 ديسمبر، 2024 12:46 ص

ليس النصر طائفة.. ولا الهزيمة مذهب..؟!

ليس النصر طائفة.. ولا الهزيمة مذهب..؟!

زيارة المالكي لطهران هي لإعادة إنتاج وتثبيت نظرية (المالكي أو نحرق البلد) أو (المالكي أو لا أحد). منقوصة من عبارة الحاكم الفرد الصمد. صحافة (الوشوشة) الموالية للمالكي سربت ما مفاده: (هذا الشعار تعبير في جوهره، عن خوف فريق “الموالاة” الآخر، يغذيه العامل الشخصي). الأصح هو: إنه صراع “بلاد فارس” التي تحارب تاريخنا المضيء بموروث تاريخها المظلم. يعرف الجميع أن بقاء المالكي مستحيل وأن تعبير الأبدية والأزلية في السلطة هو موقف باطني في مواجهة حرب أخذت بعدها المذهبي ويخشاها الفريقان. فريق الجلاد “السلطة”. وفريق “البريء” الشعب.
يستعرض ذوي الشأن والفكر والحروب النفسية في الغرب مجموعة من الإستقراءات ضمن سياق التحضيرات لمؤتمر “جنيف2” السوري واحتمالية نسخ نموذجه على الحالة العراقية. يعللون ويترجمون. ويقولون: إذا كان هدف الحرب بين المالكي ومعارضيه هو إلغاء الآخر فهي حرب خاسرة. وإذا كان هدفها المحافظة على مركزية السلطة بيد طائفة فهي خاسرة أيضاً. أما إذا كان هدفها إعادة بناء وطن، ومعه المواطنة الحُرة، فستنتصر.
رأي فريق العقلاء من هؤلاء يبدو مغايراً.. بتعليل:-
أن لا حرية بلا شهداء. معارك الحرية عبر التاريخ تنتج الشهداء، والشهداء ينتجون الحرية. والشهداء تسوق أرواحهم وتضحيات وارثيهم الحاكم لسجنه. إنها لعبة التوافق بين الشهادة والحرية. كل حُرْ في كُل أرض مّدين بحريته لمن قاتّل من أجلها واستشهد من أجلها.
والحاكم يصنع خصمه. يحتاج الظالم لخصم يبرر بقاءه، إنه يصنع بظلمه خصمه. وبقدر ما يكون الظلم هائلاً يكون خصمه عظيماً. الظلم هو صانع الدكتاتوريات وخصمه الدائم هي الحرية ورجالها، والسيل الذي يجرفها ومعها قذارتها.
بين رأي الفريقان- المتشددين والعقلاء- رأي يقارب هذا ويخالف ذاك وبالعكس.. معللاً:- هل يعني النصر سحق طائفة لأُخرى.. وأي جنون يحكم المستقبل. النصر ليس طائفة. ونصر طائفة ليس نصراً. النصر للحرية أو لا يكون نصراً. أيضاً الهزيمة ليست طائفة أو مذهب. إنها مجرد نظام أو فرد، أو مجموعة من جماعة خائفة. فهل ينتج التاريخ المستقبل. وهل سبق لأُمةٍ خرجت منه أن عادت إليه أو عاد إليها.
آراء هؤلاء مضافاً لها تسريبات أهل “الوشوشة” تبرر لنظرية “الكل مُعتقَل” ويطلب إطلاق سراحه:- لم يبقّ حُر ولا أحرار. الشعب معتقل ويعتقله نظام المالكي. النظام معتقل وتعتقله المعارضة. المعارضة معتقلة ويعتقلها الحلم وضغثه. التطرف معتقل ويعتقله الجنون .أخيراً: الجنون يبحث عمن يعتقله ولم يجده بعد.