ليس العاقل من عَرف الخير من الشر، كلام قاله الإمام علي (ع) قبل اكثر من الف عام، لان الحق واضح مثلما الشمس، وكما القمر لا يحتاج إلى تعريف، لكن الذي يُشكل علينا حين نُبتلى بِشَرَيّن أو بموجتين من الأشرار فأيهما نختار ومع أية واحدة نقف، ولمن نعطي الولاء أم نفضل الوقوف على جبل عقيل بن ابي طالب، حين قال: اللقمة مع معاوية أدسم والصلاة خلف علي أَتم والوقوف على الجبل أسلم.والمواطن العراقي في حيرة من أمره لأن نوابه معتصمون، ووزراءه متهمون، وحكومته حائرة، وخدماته في سبات، وكهرباءه غائبة منذ سنوات، وسكان التجاوز وصل عددهم (4) ملايين، ولاجئوه بلغوا( 5) ملايين، وشهداؤه تجاوزوا المليون، وايتامه اقرب لعتبة (2) مليون، وثلاثة ملايين أمرأة ارملة، ومثلها عوانس والطفولة تحتضر.صناعته متوقفة بفعل وزراء فاشلين ومدراء مأجورين، وخيراته ضائعة بسبب سياسات خاطئة، وشعبه انهكته المفخخات ونهشته الذئاب، وعبث به الغرباء، وتقاتل ابناؤه على أشياء لا تستحق ان يموت بسببها رجل كبير أو طفل صغير أو امرأة من بلادي.السراق تجلوا أمامنا اعتصموا أم لم يعتصوا، استخدموا قناني الماء للتعبير عن غضبهم أم استخدموا الشتائم فيما بينهم، وقفوا مع العبادي أم ضده فبسيماهم معروفون، وبقصورهم وفللهم مسومون، وبشواطئ تركيا وبيروت يتسكعون مع بائعات الهوى.هذه الاشياء كلها ومازلنا نسمع من بعض المأجورين عبر الفضائيات وهم يمتدحون هذا السياسي وذاك الوزير، في حين أنهم لا يستحقون أكثر من حاويات القمامة كفندق دائم لهم.النهاية واضحة جداً، لان الشعب مغفل ولم يعد يميز بين الشر والخير، كما قال الامام علي عليه السلام: ليس العاقل من عرف الخير من الشر بل العاقل من عرف خير الشرين.