23 ديسمبر، 2024 6:00 ص

ليسَ Break – إستراحةٌ لإلتقاط الأنفاس في الإعلام .!

ليسَ Break – إستراحةٌ لإلتقاط الأنفاس في الإعلام .!

بغضّ النظر عن نشرات الأخبار وعرض درجات الحرارة في كلّ القنوات الفضائية كأمرٍ لابدّ منه ” وتُستثنى من ذلك بعض الفضائيات المتخصصة في الدراما والفن او الرياضة وسواها ” فأنَّ القاسم المشترك بين معظم تلكم القنوات سواءً العربية ذات الإنتشار الواسع وكذلك الأقلّ منه ووصولاً الى الفضائيات الوطنية , مع انعطافٍ حادٍ ومدبّب الى قنوات الأحزاب وسيّما احزاب الإسلام السياسي ” ويقال انها الأخطر ! ” , وهذا ” القاسم المشترك الأعظم ” حسبَ توصيف الرياضيات ! هو برنامج < اقوال الصحف , او بتسمياتٍ اخرى كَ ” صحف اليوم وما الى ذلك من مرادفات > , وهذا البرنامج من زاويةٍ خاصّةٍ ما , هو جزيءٌ او اكثر قليلاً للتأثير السيكولوجي والفكري على المتلقي او بعض شرائح المجتمع – السريعة الإستجابة والتفاعل لما يُتلى عليها من اخبارٍ وتقاريرٍ صحفيةٍ , حيث البعض الكثير او القليل من تلك الشرائح والفئات الأجتماعية , يفتقدون الإدراك المسبق وبُعد النظر الفكري الإعلامي بأنّ معظم ادارات وهيئات تحرير تلكُنَّ الفضائيات تختار صحفاً ما وبأنتقائيةٍ مقصودة لتنقل عنها ما يتناغم ويتواءم مع سياسات هذه القنوات , وثمَ حتى عبرَ اختيارٍ صحفٍ واسعة الأنتشار سواءً كانت عالمية او عربية , فأنها تنتقي من الأخبار ومقالات الرأي ايضاً ما يتلاءم مع التوجهات السياسية لتلك الفضائيات , وهذا ما يجري تمريره بهدوءٍ على الكِثار من اوساط الجمهور , بالرغم من أنّ ذلك يُعتبر من الأبجديات المبسّطة في ” علم الإعلام ” سواءً كان اكاديمياً او ميدانياً من كوادر الصحافة والإعلام المهنيين .

الى ذلك , وبعيداً وقريباً عنه في آنٍ واحد .! وكإنموذجٍ عابرٍ فقط , فيمكن ملاحظة ماتنقله قناة الجزيرة القطرية من ” اقوالٍ لصحفٍ مختارة ” وبين ما تنقله قنواتٌ فضائيةٌ لها وزنها كقناة ” العربية الحدث وقناة العربية ” السعوديتين – بالرغم من أنّ البثّ والمقرّ من داخل دولة الأمارات العربية المتحدة , حيث ينعكس الخلاف بين إمارة قطر والسعودية في كلّ مفردات هذا الإعلام المتباين , وقد يُعمّق من حدّة هذا الخلاف بين كلا الطرفين العربيين – الخليجيّين , وحتى في الإنعكاس الأوسع لذلك في الأزمة الراهنة والساخنة في الخليج , وما يجري عنها ومن حولها من ترويج .!

منْ خلال غزارة تدفّق المعلومات في ميدان الإعلام , وتأثيراتها المسببة على تمرير ” الإدمان ” لما يُبَث ويُنشر , فقد امسى المواطن العربي ” ودونما تعميم ” مفتقداً للإنتباه بأنّ ايّ فضائيةٍ عربيةٍ او وسيلة إعلام تستخدم مفردة < نظام > ضدَّ خصومها او خصوم الدولة التي تموّلها وتستضيفها وترعاها , كتعبير – النظام السوري – مثلاً , فأنها بلا ريبٍ وسيلةُ إعلامٍ غير محايدة , وفاشلة إعلامياً ومنحازة < دونما اية اعتباراتٍ للدفاع عن القيادة السورية اطلاقاً > , لكنّ ادارات وهيئات تلك الفضائيات تمارس التعرّي السياسي والإعلامي بالمجّان , مع سذاجةٍ مفرطة بفنّ وعلم الإعلام .!