22 ديسمبر، 2024 11:40 م

ليسَ كلُّ حوارٍ حوارا !

ليسَ كلُّ حوارٍ حوارا !

أمرٌيدعو ويثير الى القهقهة الباردة والساخرة أن تعلن حكومة كردستان ” يوم امس ” وبرئاسة السيد نيجيرفان البرزاني عن ترحيبها بدعوة السيد العبادي بأجراء حوارٍ جاد مع الحكومة الأتحادية , فكأنه لم يحدث شيء منذ يوم الأستفتاء الفائت ولغاية الآن , بل وكأنّ الأستفتاء لم يحدث اصلاً .! بل ايضاً كأن

قيادة الأقليم وافقت على الغاء نتائجه .! وكأنّ افرازات ذلك لم تكشف عن سرقة اموال النفط من قبل العائلة الحاكمة في الأقليم , وماذا تجيب حكومة كردستان عن ملء مكاتب حزبها الديمقراطي في كركوك واقضيتها بصناديق من العبوات الناسفة وادوات تصنيعها وادواتها لأحتياطية .! وهل يمكن معرفة الأهداف التي يراد تفجيرها داخل بغداد او المحافظات الأخرى , وهل من علاقة تقنية ومخابراتية بتفجير الكرادة وسواها بهذه العبوات والمفخخات .!

الترحيب الحار لحكومة الأقليم بالحوار والذي مصدره ومرجعيته السيد مسعود البرزاني ! ما هو إلاّ تغطية سياسية ساذجة يراد لها ” اولاً ” التغطية على الجرائم الكبرى والعظمى المشار اليها اعلاه , والتخوف من كشف اسرارٍ جديدة تتعقبها اجهزة المخابرات العراقية حالياً , 2 : كما أنّ رئيس الأقليم يحاول عبثاً استرجاع بعضاً من شعبيته التي تهشمت وتشظّت بعد الأحداث الأخيرة , ثمّ ثالثاً فأنّ البرزاني بات يحلم ويتمنى اعادة التواصل السياسي مع الأتحاد الوطني الكردستاني الذي قصم ظهره مؤخراً عبر التوافق مع الحكومة الأتحادية , وهل بوسع حكومة الأقليم أن توضّح عدم موافتها على تسليم المئات من مقاتلي داعش الذين التجأوا الى الأقليم خلال معركة الحويجة , والذين ايضاً اطلقوا سراحهم مؤخراً .! , أيّ حوارٍ يتخيّله السيد البرزاني أن يجري في ظلّ جرائمه هذه وما تسبب به للشعب الكردستاني ايضاً .!

وبصيغة الحد الأدنى , نطالب ” معنوياً ” من قيادة الأقليم لماذا اصدروا الأوامر لبيشمركة البرزاني بحرق آبار النفط عند فرارهم من معركة تحرير كركوك .؟ اليست تلك النفوط من ملكية الشعب الكردستاني والعراقي .! ثمّ ” عملياً ” هل تقبل حكومة الأقليم بدفع التعويضات المالية عن الآبار التي اشعلوا النيران فيها كتمهيدٍ لأجراء هذا الحوار .!

لا نستبعد أن يغدوا السيد مسعود البرزاني مطلوباً ” في وقتٍ لاحق ” بتهمة الأرهاب وعلى الصعيد الدولي , ولم تعد كافيةً استقالته بعد ثبوت ادلّة الضلوع بالأرهاب , وسواءً حدث ذلك أم لم يحدث فقد احترق السيد مسعود سياسياً على الصعيد الجماهيري الكردستاني !