9 أبريل، 2024 11:47 ص
Search
Close this search box.

ليست ايران التي نعرفها!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

يبدو أن ايران اكتشفت ان اللعب خلف الخطوط الحمراء للمصالح الاقليمية في المنطقة سينعكس على أمنها الداخلي مع اختلاف وجهات النظر بشأن الملف السوري و ايضا لأن حلف شمال الأطلسي” ناتو” يراقب ” الضرب تحت الحزام” التي تحاول روسيا من خلاله ايجاد مراكز نفوذ جديدة على حساب أمريكا بشكل خاص،عبر البوابة التركية” الضيقة ” علما ان ايران ليست بحاجة الى توتر اضافي في علاقاتها الدولية بسبب تنوع الحسابات السياسية ذات المضمون المخابراتي لزعزعة أمنها الداخلي ، بعد نجاحها لسنوات في ابعاد النار عن حدودها ما يفسر طبيعة مواقفها مما يسمونه الربيع العربي و اشغال العالم بملفات تخدم الحسابات الايرانية لكن ليس على المدى الاستراتيجي.

و لأن ايران فقدت صبرها المعهود في الملفات الصعبة سواء بالعلاقة الخليجية أو الاتفاق النووي فانها اخطأت الهدف في التسهيلات العسكرية للطيران الروسي لأن ذلك يسحبها الى نتائج اعلان الحرب و المشاركة فيها رسميا بنتائج ذلك المعروفة، و ثانيا قطع خطوط الأمل في تخفيف العقوبات بشكل حقيقي، وهو ما يكشف عن دبلوماسية لم يتعودها العالم من ايران، التي اخفت ما تفكر به لسنوات طوال بحكم فلسفة الصديق و العدو على الطريقة الايرانية، عبر خبرة متراكمة بشؤون المنطقة، لكن “ليس في كل مرة تسلم الجرة”، كما يقول العراقيون ما اجبرها على سحب الدعم لروسيا على لسان رئيس مجلس الشورى، علي لاريجاني، حيث نفى أن تكون إيران قد منحت روسيا أي قاعدة عسكرية في البلاد، بعد استخدام موسكو لمطار إيراني في توجيه ضربات جوية بسوريا، وذلك ردا على تصريح النائب في لجنة الدفاع بمجلس الشورى الإيراني، “حشمت فلاحت بيشه”، الذي أكد أن منح الروس قاعدة على الأراضي الإيرانية “يخالف المادة 176 من الدستور الايراني التي تمنع الدول الأخرى الاستفادة من الأجواء والأراضي الإيرانية، فيما يقول مراقبون ان طهران تخطأ بالتخلي عن امنها القومي بمنافسة لدور المصالح الجديدة بين انقرة و موسكو و رغبة الأخيرة بتحويل انقرة الى جسر للعبور سوب أسرار الناتو برغبة استعادة النفوذ على الدول الاشتراكية السابقة التي ” لجأت” الى الاتحاد الأوروبي اقتصاديا لا عقائديا، حسب راي المراقبين.

وينطلق لاريجاني من قضية حساسة جدا تخص امكانية انتهاك الخطوة الروسية للقرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن حول الاتفاق النووي مع إيران والذي يحظر على إيران استخدام أراضيها أو مجالها الجوي في عمليات مماثلة، ما قد يعرقل رفع العقوبات عكس المصلحة

الايرانية” الملحة جدا”، سيما وأن موسكو تواصل، من وجهة نطر دول 5÷ 1 ، استهداف ما يسمونه “المعارضة السورية المعتدلة” رغم زعمها محاربة الإرهاب، ما يهدد بتوسيع دائرة النزاع والمنحى الطائفي الذي يأخذه، وهو أمر لا يخدم ايران على المستوى المنظور بحكم ما نسمعه عن عمليات اضطراب عرقي و طائفي قد يتم اشعالها بطريقة ” الخبث الأمريكي” في توجيه بوصلة الأهتمام، مع غالبية اقليمية و دولية تقول ان الابقاء على الترسانة الايرانية يعني عدم التفكير بشرق أوسط مستقر!!
ولأن الحسابات و المصالح تختلف عن المجاملات من “موقع أدنى”، و لأن زعزعة أمن ايران سينعكس على عموم المنطقة بعد تجربة تفجير “اللغم العسكري” في تركيا، حيث تم ارسال تحذيرات واضحة ” لمن يعتبر” بأن ازاحة الأنظمة ليس ثمنا باهظا لمنع تهديد المصالح الغربية ، ما يجعل من “قنبلة تركيا” جرس انذار بارتداد مسموع في المنطقة، وأن ايران اول من استلم الرسالة، خاصة و أن سيناريو” التمرد العسكري” كان و سيبقى مشروعا خارجيا.. بالاستفادة من واقع مأزوم هنا و عدم قبول بمنهجية الحكم هناك ..هل سيتمرد جنرالات في ايران أم أن الحكمة الايرانية ستعيد الامساك بالبوصلة نحو المصلحة الوطنية.. أم أن صراع النفوذ سيتلل من ثقب باب التناحر بين الاصلاحيين و المحافظين.. لا نريد لايران فوضى بل سيادة تأخذ بالاعتبار علاقة الأخوة مع الجيران لا فرض الولاءات بقوة الطائفية التي تعد سرطانا تحركه المخابرات الغربية بما يخدم مصالحها بعيدا عن اسطوانة الديمقراطية و حقوق الشعوب.. ايران مستقرة وشقيقة صدوقة أفضل بكثير من بؤرة توتر دولية!!
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب