الغابة الصامتة ليلا والمنظمة الاتجاهات، ترعاها يد الحاكم، ذلك الذي يدأب على عدم الانفلات ويضحي في راحته لاجل ابعاد الخرق بشتى انواعه، ذلك الليث لا يكاد يحل عليه الصباح، الا ويظهر ضجيج من انتفظ من سباته، وتعلوا الاصوات بين نهيق وزئير وشتان ما بينهما.
مقارنة بسيطة بين الجنس البشري، وتلك الغابة الشعواء، والتي يتنافس فيها القوي مع الضعيف، ولكن من هو القوي في الجنس البشري؟ هل هو قوي العضلات؟ ام قوي الفكر؟ ام صاحب الدهاء والشيطنة؟ وهذا يتمخض جليا في انتصار الثعلب على اسد الغابة، حيث قال له لا تأكلني، بل اقتل ذلك المتنمر عليك، وأراه وجهه في البئر واودى به الى التهلكة.
ساحة الصراعات السياسية، والاجتماعية، كفيلة بتطبيق نظريات التنافس المقيت، والذي هو كفيل بأقصاء الاخر او مصادرة حقوقه ،واتعابه وجهوده، والقفز لتطبيق مبدأ الميكافيلية السياسية.
يدأب البعض للقيام بمجهود مثالي والعمل بنوايا صادقة، وخالصة، ولكن لا يمكنه التنصل عن تلك الشراذم، والابتعاد عن تملقاتهم، ومصادراتهم مجهوداته، فيبقى هو بين المطرقة والسندان، فبين مطرقة افكارهم الخسيسة، واعمالهم للظهور بالواجهة وصقل صورهم بالصورة التي تقربهم من المسؤول، وبين سندان حياءه واخلاقه ونواياه التي تدفعه لتقديم الخير، والايثار على انفسهم ولو كان بها خصاصة.
يبقى صمت تلك الغابة يتكرر يوميا، وهي تتعايش رغما عنها مع آلامها واشجانها، وعدم اقدامها للتكشير عن انيابها، لألا يفسر زورا وبهتانا، جرح دفين لان اخفاء الحقائق لا يمكن ان يطول، ويبقى ذلك المتنصل عن جميع المبادئ، يرتقي على اكتاف غيره مستغلا حسن النوايا.
سؤال يلج دواخل الوجدان، بعد الرسالة التي يكمن فحواها في نفس يعقوب” واللبيب تكفيه الاشارة” هل سيكشر الليث عن انيابه، ولا يفسر بأن الليث يبتسم؟ ام سيبقى الصمت منتصرا، ويبقى المتلونين يتسلقون على الاكتاف ليلا، ويعلوا طنينهم في افق الصباح؟.