18 ديسمبر، 2024 6:12 م

ليبيا والثورة المزعومة … حقائق وخفايا ماوراء الكواليس !؟

ليبيا والثورة المزعومة … حقائق وخفايا ماوراء الكواليس !؟

مع بدء العقد الثاني على انطلاق ما تسمى بـ “الثورة الليبية ” التي لم تنتهي برحيل الزعيم الليبي معمر القذافي وقتله بإسلوب بشع واجرامي من قبل “الثوار” ، مازال المشهد الليبي اليوم وللعام الحادي عشر يلقي بكل ظلاله المؤلمة بواقع جديد على الواقع الليبي المضطرب، رغم رحيل الزعيم القذافي، فيظهر إلى هذا المشهد الليبي المضطرب واقع المشهد الليبي بكل تجلياته المؤلمه والمأساوية، والتي ما زالت حاضرة منذ احد عشر عام ، “وفي آخر تطورات هذا المشهد لهذا العام، هو استمرار فصول الصراع العسكري على الارض تاركاً خلفه عشرات الآلاف من القتلى ودمارآ واضحاً وبطريقة ممنهجة لكافة البنى التحتية بالدولة.

بهذه المرحلة أيضاً وبعد مرور احد عشر عام على انطلاق ما تسمى بـ” الثورة الليبية ” يمكن لإي متابع أن يلاحظ حجم تصدع بنيان منظومة الداخل الليبي بكل أركانها فالناظر لحال العاصمة طرابس ومدينة بنغازي، و مدينة مصراته، وبعض مدن الجنوب والشرق الليبي، سيلاحظ حجم المأساة التي يعيشها سكان هذه المدن الذين أصبح نصفهم تائهين ببلدان اللجوء، فقد فرض الواقع الاقتصادي السيء والعسكري المضطرب بشدة نفسه وبقوة على كل التجليات الماسأوية التي عاشتها الدولة الليبية منذ احد عشر عام مضت، فقد شهدت البلاد خلال الاعوام الماضية، صراعاً دموياً كبير محليآ مدعوم بأجندات خارجية، وقد كانت اطراف هذا الصراع متعددة الولاءات فمنها على سبيل المثال لا الحصر، ميليشيات وكتائب عسكرية متعددة .

وايضاً وبهذه المرحلة وبعد مرور هذه الأعوام بدأت تتكشف حقيقة “المؤامرة ” الخارجية ودورها بما تسمى بـ” الثورة الليبية ” ،وهنا سنقدم بعض خفايا الدور الخارجي بما تسمى بـ “الثورة الليبية “،وهنا سنتحدث عن المعلومات التي كشفتها مجموعة من الرسائل الالكترونية الخاصة بوزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون والتي تلقتها من مستشاريها بخصوص الوضع في ليبيا منذ عام 2011، ودور الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بالثورة الليبية ومطامعه في ليبيا، وكيف أنه استغلّ الاضطرابات التي حصلت ضدّ نظام العقيد معمر القذافي لتكريس فرنسا كقوة عسكرية ولتحقيق أهداف وطموحات سياسية واقتصادية.

فهذه الوثائق التي سنتحدث عنها هنا نشرتها صحيفة “فيتيران توداي” الأمريكية بالنصف الثاني من العام “2015” بعد أن أفرج عنها من قبل لجنة مجلس الشيوخ الأميركي للتحقيق في الهجوم الذي وقع في بنغازي وقتل فيه السفير الأميركي كريس ستيفنز،وتقول هذه الوثائق ” أنّ برنار هنري ليفي المعروف بتبنّيه للنظرية الصهيونية وولائه المطلق لـ”إسرائيل” كان مساهماً في خطط ساركوزي لتشريع التدخل العسكري في ليبيا، وأنه ساهم في تشكيل ما سُمّي غرفة عمليات بنغازي، وكان له دور أيضاً في تشكيل المجلس الانتقالي الليبي.

فهذه الوثائق التي اختار مستشار كلينتون عنواناً لها: “كيف خلق الفرنسيون المجلس الوطني الليبي؟” أو “عندما تتكلم الأموال”، وتتحدّث بشكل مطوّل كيف أنّ ضباطاً من الاستخبارات الخارجية الفرنسية كانوا قد انتقلوا إلى ليبيا للقاء مصطفى عبد الجليل وعبد الفتاح يونس في شباط 2011، أيّ قبل بداية القصف الفرنسي، وهنا يقول سيدني بلومنتال: “إنّ مجموع هذه التنقلات للضباط الفرنسيين إلى ليبيا كانت تتمّ بتعليمات من الرئيس ساركوزي، وقد تمّت اللقاءات فور انشقاق جليل ويونس عن حكومة معمر القذافي”، ويكمل مستشار كلينتون أنه “خلال اللقاء سلّم ضباط الاستخبارات الفرنسية أموالاً إلى هذين الشخصين لكي يشرفا على المجلس الوطني الانتقالي وعلى العمليات العسكرية ضدّ نظام القذافي”.

وحسب الوثائق المنشورة فإنّ “ساركوزي أعدّ وكان يرغب فعلاً بالحرب على ليبيا من أجل أهداف عسكرية، وأنّ برنارد هنري ليفي انضمّ إلى مؤسسة كلينتون خلال الاضطرابات في ليبيا وتمكّن من تأسيس شراكات مع بعض رجال الأعمال الأميركيين في محاولة لفتح أسواق في مرحلة ما بعد القذافي، وبناء على ذلك أرسل سيدني بلومنتال مستشار كلينتون السابق في البيت الأبيض إلى ليبيا، وبدأ بإرسال عشرات الرسائل الالكترونية والمذكرات السياسية والأمنية حول الوضع في ليبيا ابتداء من شهر شباط 2011 وحتى كانون الأول 2012، وهي بالتحديد الرسائل التي تمّ الكشف عنها مؤخراً”.

وحسب ما اعترف به بلومنتال فإنه قام وبشكل أساسي بإرسال رسائل البريد الإلكتروني إلى كلينتون، والتي تمّ قصّها ولصقها من رسائل وصلته من تايلر درامهيلر وهو من قدامى المحاربين في وكالة الاستخبارات المركزية “سي أي آي” والذي غادر الوكالة في عام 2005 على خلفية معارضته للتلاعب بالمعلومات من قبل إدارة جورج بوش على العراق، الأمر الذي يدلل على احترافية الوثائق وصدورها عن خبير استخباراتي أمضى 25 عاماً في وكالة الاستخبارات المركزية وشغل منصب رئيس العمليات في أوروبا.

وفي إحدى الوثائق يفيد المستشار الاستخباري بلومنتال بأنه “يوم 20 آذار 2011 قال أشخاص مقرّبون من القيادة العسكرية والأمنية الفرنسية والبريطانية إنّ ساركوزي يخطط لأن تقوم فرنسا بقيادة الهجمات ضدّ ليبيا على مدى فترة طويلة من الزمن”، ويشير في تعليقه إلى “أنّ القادة العسكريين الفرنسيين أصيبوا بخيبة أمل كبيرة جراء ما يعتبرونه اختلافات السياسة بين فرنسا والولايات المتحدة والتي منعتهم من المشاركة في غزو العراق عام 2003، ولذلك فإنّ ساركوزي ومستشاريه العسكريين اعتقدوا بأنّ العمليات في ليبيا ستعيد بناء سمعة القوة العسكرية الفرنسية والتي أيضاً تضرّرت بسبب غزو العراق للكويت.

وتتحدث الوثائق عن الآلية التي صنع عبرها الفرنسيون المجلس الانتقالي الليبي وأعطيت الوثيقة عنوان “كيف يتكلم المال”، وتنص على أنه “في أواخر شهر شباط عام 2011 بدأ ضباط من الإدارة العامة الفرنسية للأمن الخارجي بسلسلة من اللقاءات مع مصطفى عبد الجليل والجنرال عبد الفتاح يونس الذي أصبح لاحقا قائداً لقوات المتمرّدين في محيط بنغازي بعد أن ترك الاثنان للتو حكومة القذافي حيث كان عبد الجليل وزيراً للعدل ويونس وزيراً للداخلية.

وحسب هذه المصادر المطلعة فإنّ “الإدارة العامة الفرنسية للأمن الخارجي أمّنت المال والإرشاد للمساعدة في تشكيل المجلس الانتقالي، وبيّن هؤلاء الضباط إلى عبد الجليل ويونس أنهم يتحدثون بناء على أوامر من الرئيس الفرنسي ساركوزي وتعهّدوا بأنه حالما يتمّ تنظيم المجلس الوطني الليبي فإنّ فرنسا ستعترف به باعتباره الحكومة الجديدة في ليبيا.

وفي مقابل هذه المساعدة أشار ضباط الإدارة العامة الفرنسية للأمن الخارجي إلى أنهم “يتوقعون بأن تمنح الحكومة الجديدة في ليبيا امتيازات إلى الشركات الفرنسية والمصالح الوطنية الفرنسية، ولا سيما فيما يتعلق بصناعة النفط في ليبيا حيث وافق عبد الجليل ويونس على ذلك”.

وفي الثالث من نيسان 2011 وبعد أسبوعين من ضربات “الناتو” الأولى على ليبيا وقّع المجلس الانتقالي الليبي رسالة أخرى كشفت عنها صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية في أيلول اللاحق تقول إنه “وفي ما يتعلق باتفاق النفط الموقع مع فرنسا مقابل الاعتراف بمجلسنا في قمة لندن كممثل شرعي لليبيا فإننا فوّضنا الأخ محمود جبريل بتوقيع هذه الاتفاقية بتخصيص 35 بالمئة من إجمالي النفط الخام للفرنسيين مقابل الدعم الكامل والمستمرّ لمجلسنا” ووفقاً لـ”ليبراسيون” كانت هذه الرسالة موجهة إلى مكتب أمير دولة قطر مع نسخة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية.