يلقي المشهد الليبي اليوم بكل ظلاله المؤلمة بواقع جديد على الواقع العربي المضطرب، فيظهر الى هذا المشهد العربي المضطرب واقع المشهد الليبي بكل تجلياته المؤلمه والمأساوية، والتي ما زالت حاضرة منذ سبعة أعوام تقريباً وفي آخر تطورات هذا المشهد لهذا العام هو استمرار فصول الصراع العسكري على الارض تاركاً خلفه المئات من القتلى ودماراً واضحاً وبطريقة ممنهجة لكافة البنى التحتية بالدولة الليبية.
اليوم نسمع عن مؤتمرات دولية «لا تغني ولا تسمن من جوع الليبين التواقين للاستقرار»، وهذه المؤتمرات تعقد في مناطق جغرافية خارج الوطن الليبي، تسعى كما يقال الى وضع حد لحالة الفوضى التي تعيشها الدولة الليبية، هذه المؤتمرات تتسابق بعض القوى الليبية والمدعومة باجندة خارجية اليوم لإفشالها، وهذه القوى هي التي تراهن اليوم على الحسم الميداني على الأرض.
ومن هنا يمكن القول إنه بات من الواضح أن مسار الحلول السياسية وتحديداً منذ مطلع عام 2018، قد نعتها مسار الحلول العسكرية على الارض للقوى المتصارعة على الساحة الليبية، فقد عشنا منذ مطلع العام الحالي تحديداً على تطورات دراماتيكية «دموية»، عاشتها الدولة الليبية من شمالها الى جنوبها، ومن غربها الى شرقها، والواضح أنها ستمتد على امتداد أيام هذا العام، فقد اشتعلت جبهات عدة على امتداد الجغرافيا الليبية، وفي شكل سريع ومفاجئ جداً، في ظل دخول متغيرات وعوامل جديدة وفرض واقع وايقاع جديد للخريطة العسكرية الليبية، وخصوصاً بعد عودة تمدد القوى الرديكالية في شكل واسع بمناطق شرق وجنوب شرقي ليبيا.
وبالأنتقال الى مايجري بليبيا عسكرياً،فقد فرض الواقع العسكري نفسه وبقوة ،على كل التجليات المأساوية التي عاشتها الدولة الليبية مؤخراً ، فقد شهدت البلاد خلال الاشهر الأربعة الماضية ،صراعاً سياسياً محلياً مدعوم بأجندات خارجية وهذا ما ينبئ أن هذا الصراع سيتطور إلى صدامات عسكرية ” دموية ” بين قوى ليبية عدة ، فهذه القوى الليبية يعرف عنها أنها متعددة الولاءات ،ميليشيات وكتائب عسكرية متعددة .
تعدد هذه المليشيات المسلحة على الاراضي الليبية افرز حالة صراع دائم فيما بينها ،فقد أرتبط هذا الصراع المحلي بصراع أقليمي -دولي ،مما ينذر بالمزيد من الفوضى داخل الدولة الليبية مستقبلاً ،وفي ظل غياب أي سلطة فعلية للدولة الليبية على الارض،ومع عودة ظهور جماعات رديكالية متواجدة بشرق وجنوب شرق ليبيا ،أعلنت ولائها ومبايعتها لتنظيم داعش الرديكالي ،وهذا ما سيزيد التعقيد المستقبلي للحالة الليبية المضطربة أصلاً ،وهذا الوضع قد يستمر لأعوام قادمة قبل الحديث عن جراحه دولية او عربية ، خاصه بالواقع الليبي، وأنشاء حلف دولي لمحاربة القوى المتطرفه في ليبيا، وهذا ما بدأت علامات ظهوره تتضح مؤخراً ، والهدف هو اقتسام الكعكة الليبية بين القوى الكبرى .
ختاماً ،يمكن القول ان المشهد الليبي يزداد تعقيداً مع مرور الأيام ،وهذا ما يستلزم وضع خطوط عمل فاعلة على الارض الليبية من قبل بعض القوى المحلية الليبية ” التي تدين بولائها وانتمائها ” لليبيا ولليبيا فقط ” لتنسيق حلول مقبولة ،لأيقاف حالة النزيف التي يتعرض لها الوطن الليبي ،والا ستبقى ليبيا تدور بفلك فوضوي طويل عنوانه العريض هو الفوضى والصراع الدائم على الارض الليبية…