22 نوفمبر، 2024 9:33 م
Search
Close this search box.

ليبيا لا يُراد لها ان تستقر .. و هذه هي الاسباب؟

ليبيا لا يُراد لها ان تستقر .. و هذه هي الاسباب؟

أزمة ليبيا ما بعد العقيد ليست داخلية كليا، اذ لم يكن في ليبيا العقيد قوي واحزاب سياسية بالمعني، والتغيير انجزته الجماهير غير المسيسة والتي حظيت لحظتها بغطاء من الناتو..
صحيح كانت في ليبيا نواة لحركات اسلامية متطرفة كان العقيد يقمعها و يحبسها في قمقم، و كانت فيها عشائر، اضطرت لحظة الصدام لتسليح ابناءها لحماية اراضيها و ارواح منسوبيها وممتلكاتها؛
لكن كل هذا ليس كافيا لاشعال ليبيا لسبع سنوات بعد مقتل القذافي في حريق كبير يهدد استقرار المنطقة برمتها لا مستقبل ليبيا وحده.
اذاً ما حدث هو ان هناك جهات خارجية رأت ان ليبيا ( كاليمن وسوريا ) ارض صالحة لمعركتها ضد ثورات التغيير، ثورات الشباب، ثورات الشعوب..
تلك الجهات الخارجية تخشي من أي تغيير، هي قوي لا تحب التغيير ولو في ابسط الاشياء؛ وهي قوي متفقة في الغاية الاستراتيجية و هي تفجير الاوضاع في اليمن و سوريا وليبيا؛ و لأطول فترة زمنية ممكنة حتي تضمن ان الشعوب كرهت مثلها كلمة ‘تغيير’ و باتت مثلها تخشي الثورات و التظاهرات، و اضحت جاهزة للدخول في دورة خنوع واستسلام جديدة وطويلة!
هي قوي متفقة إذاً رغم انها تقف متباينة كل فريق منها خلف فريق من المتناحرين، ففي النهاية لا يطالها الحريق ولا حرارته! وانما يطال الارض التي يدور فيها ..
وطالما ان غايتها تتحقق لذا فهي علي استعداد للاسهام في سداد فاتورة ذلك الحريق و دفع عمولات لمن ينفذون لها اجندتها بالوكالة عنها.
في ليبيا الوضع مختلف قليلاً عما يدور في اليمن و سوريا، ففي ليبيا يتقاتل الوطنيون وحدهم فيما تنحصر مساهمة تلك الجهات الخارجية في سداد الفواتير نهاية كل عملية او ليلة؛ و في طلعات جوية وقصف جوي محدود، و إن كانت اطراف ترسل خبراء “مرتزقة” و اخري تلوح بارسال جنود “تركيا اردوغان” بينما هي محاولة لشرعنة تدخل حادث فعلاً..
في سوريا واليمن اضحت الارض مسرحاً لتحركات جيوش و ميليشيات دولية وقوي عظمي دولية و اقليمية،
لذا يتوقع ان تتوصل تلك القوي الي تفاهمات في اية لحظة لتقلل خسائرها وتكاليفها المباشرة، اما في ليبيا فليس ثمة داعي لتفاهمات فكل شئ يتم بأيدي ابناء الوطن وحدهم!! و بتفاني منقطع النظير لا يحسد عليه الشعب الليبي!
ليبيا لن تستقر الا بعد ان تضمن تلك القوي ان الايام تدفع الي الواجهة بقذافي جديد لا يقل قمعا و لا دموية عن القذافي الأصل! وان هناك دكتاتور جديد قادر علي كبت موارد ليبيا النفطية والبشرية لصالح تلك القوي ‘الامبريالية’ في اوروبا و اميركا و يطمئن شيوخ المنطقة الذين قض مضجعهم هدير الشعوب و ارعب اوصالهم تداعي العروش.. لأن ليبيا مستقرة وديمقراطية يسود فيها حكم القانون ومعايير الحكم الرشيد والشفافية يعني دعم كبير لكل الشعوب المتطلعة لهذه القيم في المنطقة و هذا ما تحرص جهات اقليمية ودولية عدة علي خنقه و وأده في مهده، فليبيا بما تتوافر عليه من ثروات واحتياطات بترولية ومالية ستمثل رقم كبير في معادلات المنطقة والبحر الابيض ويجب ان تعاد لحظائر الديكتاتورية.
يريدون دكتاتور يطمئنهم بأن المارد اعيد الي قمقمه و القي في قرار ابعد من السابق و لن يعود ثانية لافزاعهم و اخافتهم و لن يرونه في احلامهم حتي.
حينها فقط يمكن ان يأذنوا بايقاف الماكينات التي تحصد الارواح و تبتر اطراف الاطفال والشيوخ والنساء و تحرق الدور و الزرع و ابار و انابيب النفط..
اما قبل ان يتلقوا تطمينا كافيا فلن يأذنوا بشئ من ذلك! طالما ان ابناء ليبيا يتولون التخريب بكفاءة عالية نيابة عنهم!
———————————

أحدث المقالات