22 نوفمبر، 2024 10:01 م
Search
Close this search box.

لو كنت شيعياً لسميتُ إبني ( عمر )

لو كنت شيعياً لسميتُ إبني ( عمر )

لو كنت سنيناً لسميتُ إبني ( علي )
فلنكن منطقيين بعض الشيء ونبتعد عن العواطف والموروثات الدينية والعقائدية ونتكلم بلغة الوعي والإدراك .. لماذا أولاً كتبت المقال وبهذا العنوان ؟! الجواب بإختصار امام ( اهلي ) الكرام العراقيون العرب من الشيعة والسنة , ولأنَّ ما تشهده صفحات التواصل الإجتماعي في بعض الاحيان من صراع كبير ومعارك كلامية نابية بين السنة والشيعة يُنقل حتماً إلى المدارس والشوارع والجامعات والدوائر والوحدات العسكرية والسبب أنَّ الغالبية العظمى من هؤلاء هم من يقوم بإثارة نزاع قاسمه المشترك عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. فالسنّة في العراق لديهم شعور بأنَّ نصفهم الآخر في الوطن يكرهون عمر ويكرهون من يؤيده أو حتى يحمل إسمه لسببٍ بسيط ( هذا الرأي للشيعة الإمامية ) أنَّ عمر سرقَ الإمامة من علي بن أبي طالب رضي الله عنه مثلما سرقها قبله أبو بكر رضي الله عنه وبعده عثمان رضي الله عنه ! والموضوع طويل وشائك وشاق ولا يقبل أبداً أيٌ من الطرفين تغيير قناعاته حول الموضوع .. فالسنّة مقتنعون تماماً أنَّ خلافة عمر إستحقاق جاء بالشورى أو بالتوصية مثلما كانت خلافة أبي بكر وعثمان ولديهم دليل كبير وهو مبايعة علي للخلفاء الثلاثة رغم تأخره في مبايعة عثمان كبقية الصحابة وآل البيت من بني هاشم وعلى رأسهم بطبيعة الحال الحسن والحسين رضي الله عنهما مع أنَّ هناك حِساً إعتراضياً مبكراً لدى الحسين للنهج العلوي تحول فيما بعد إلى ثورةٍ حسينية كبرى على رؤوس الظلم من بني أمية .. إلى هنا ويبدو الأمر طبيعياً جداً ، صراعات وإعتراضات في السر والعلن لم يجرأ أحد إلى رفع حد سيفه في زمن عمر مهما كان توصيفه أو صفته أو ما يحمل من ألقاب .. وعليه فقد طغى العدل على بقاع المسلمين وبين ثغورهم وعلى أرضهم الواسعة ومن بينها المحررة والتي تُعد بلاد فارس من أعظمها .. وبلاد فارس لا يقصد بها العراق آنذاك لأنَّ العراق كان جزءاً من هذه الإمبراطورية المجوسية الزرادشتية المترامية الأطراف والتي حررها جيش المسلمين عام 23 ه ثم أتمَّ تحريره لكامل بلاد فارس وما بعدها .. ما الأمر إذاً ؟! لماذا يكره الشيعة عمر ويكرهون من كان إسمه عمر ولا يُسمون أياً من أبنائهم بعمر بل يقوم بعض المتطرفين منهم بقتل من يحمل هويةً تحمل إسم عمر أو منعهم من الدخول إلى بعض مناطق العراق ؟!

أحدث المقالات