عن جسدها ازاحت الغطاء، فتحت عينيها.. تنهدت وهي تحدث نفسها متسائلة.. تأويل ما سردته الرؤيا، برهة.. نهضت.. غادرت سريرها تجاه النافذة.. رياح الربيع تشعر بها تداعب خديها.. ، ادارت إلى الجانب الاخر بصرها.. حيث الساعة تشير الى الثامنة صباحا. اسدلت الستارة وسارت نحو الكنتور.. فتحت بابه تأملت ثيابها.. سحبت فستانا سماوي اللون.. هناك شخص ينتظر..، يعرف شيئا عنها، هي لا تعرفه عن نفسها.. وهي في الطريق استغربت مشهد الناس وهم يسرون باتجاهات مختلفة، يسيرون بأجساد مشوهة فقدت الكثير من أعضائها ولكن هناك شخص لم يبق منه سوى حذاء انيق، كان قلقا وحذرا جدا يقف بانتظار اشارة المرور ليعبر شارعاً مزدحما بالعيون.
بينما هي تصغي لصوت مؤولة الرؤيا…
– ماذا رأيت في المنام؟.. تساءلت صديقتها
حلمتُ .. ناديتكِ..، يبتسم نصف وجهك والنصف الآخر يائس، بينما طفلة كامنة في داخلك تفتح كفيها مستقبلة ريش طيور ينزل من السماء، يلامسُ بعض الريش وجهكِ وبعضهُ يبقى على كتفيكِ وفارغتان
فارغتان تبقى كفاكِ.. ولا أدري من أين جاءت المروحة العملاقة؟ رأيتها بوضوح تام هناك وأنت تتوسطين الكثير من النساء، تشعين ضوءك ونواياك الحسنة، تشعين.. على كل من حولك. ومثل تفاحة حمراء غضة.. يقطعكِ بعضهن بسكين.. والآخر يأكل لحمك. ولا أدري لماذا أنا استطيع الشعور بمشاعرك، خارج عينيكِ ربيع مشمس: الجو، وفي روحك جو مليء بالأسى، الريح تتكاثر.. وكلما ناديتك وأمسكت بك تتلاشين.
صوت مؤوّلة الرؤيا..: يا أبنتي، لو كنا نرى ما تفعله الغيبة والنميمة في اجسامنا لملئنا رعبا مما تكون عليه اشكال اجسادنا التي اكل لحمها اخواتنا وإخواننا.