25 نوفمبر، 2024 8:37 م
Search
Close this search box.

لو كان مصطفى على جسر بزيبز..!

لو كان مصطفى على جسر بزيبز..!

إنفرد قادة العراق عن سواهم في العالم، وأعادوا العصبية والقبلية والفصول العشائرية، ورفعوا مستوى الجهل والإنحدار نحو هاوية الألفاظ النابية والتحريض على الإقتتال.
ساسة عقدوا العزم وتعاقدوا على بناء مجدهم، على سلّم الطائفية فوق ظهور الجهلاء.
تمترس جهلاء السياسة؛ بالطائفة والحزب والعشيرة، وخالفوا دستور صوّتَ عليه تحت وابل الرصاص، وبعد أن أقسموا على خدمة الوطن وحماية المواطن؛ تقاسموا الشعارات والطوائف والأموال والسطوة، وعلقوا رقاب الشعب بأياديهم كالدمى المشنوقة؟!
تقاسموا الشعب والمغانم والعلاقات المحلية والخارجية، وتسولوا وتوسلوا على أبواب رؤوساء الدول، بألسن التملق والتذلل، والإستجداء بأسم المهمشين والمحرومين والضحايا؟
لم يبنوا علاقات رصينة متوازنة مع الدول، والخجل بإعلان العلاقة مع هذه الدولة، والخوف من التصريح مع آخرى؟! وتقاسموا العداء مع الشعوب، وقسموه على شعبهم، وفضحوتنا بتذللهم على مؤتمرات تكالبوا وذهبت وفود، من رئاسة الحكومة والبرلمان والجمهورية، والاحزاب والشخصيات، وأحياناَ حتى عشائري؟! وعندنا تستخسر الدول حضور مندوب سفير؟!
مواقف وطنية خجولة متفرقة، متسابقة متملقة حرباء في الطائفية، ويتركون العراق يحترق للمشاركة في مناسبة دولية، لا تُعطي في ميزاننا قيراط، ولم يبقى رئيس حزب أو رئاسة جهورية ووزاراء وبرلمان، إلاّ وندد بجريمة الكساسبة، وحتى شيوخ العشائر صار البيت الأبيض مضيف لهم؟!
لابأس أن نند بالجرائم، ونتألم لآثار تدمر، ولا تقبل دخول الدواعش لمدينة الأقصر المصرية، ولكن ليس من المعقول أن يصمت العرب على جرائم داعش، ولم يهتز ضميرهم على شاب علق في الأسواق؟! ولم يخرج بيان عربي ولا غربي؟! ولم يفسر لنا شيوخ الفنادق؛ ما سر هلاهل بعض الفلوجيات؟!
إشتاط العرب غيضاً، وصبوا جام غضبهم على الحشد القادم للأنبار، وعرفوا أن النصر قادم لا محالة، وجمعوا المنظرين والمحللين؛ لإقناع الشعوب؛ أن داعش ممثل للسنة في العراق؟! وقال أحدهم لماذا ( لبيك ياحسين)، ولماذا الدفاع عن السيدة زينب في سوريا، وهي بنت فاطمة بنت الرسول الكريم؟! ولم يفسر نبش القبور وتفجير المعابد وهدم آثار العراق وسوريا، ونزوح ملايين من بطش الدواعش، ونسألهم لو كان الشهيد مصطفى العذاري واقفاً على جسر بزيبز؛ ما هو رد فعله وهو يرى الأطفال يموتون عطشاً؟ وماذا يفعل أبوه إذا طرقت بابه عائلة نازحة؟!
أن المسألة لم تعد حرباً على داعش وتنتهي، ولا يمكن تصور إنسلاخ الأخلاق ورقص النساء والأطفال على الجثث، ولم تُعهد الوحوش تتراقص على فرائسها، وكم يحتاج جلاء القلوب التي أصدأت بالجريمة والعار، ورضيت بإستهداف الشخصية العراقية وطعن قيمها، وتسليمها الى لصوص غرباء ملثمين؟!
يتربص العدو بنا، وساستنا يتلاسنون ويتطرفون، ويُغرقون قارب النجاة، ووالمصلحة الإستراتيجية.
توسم الشهيد بجراحه رافعاً الرأس بالشرف، وإشارة النصر تلوح من يديه، فأي تحدٍ هذا وأي شجاعة؟! وهو يراهم أذلة مطأطأة رؤوسهم ولثامهم يغطي خسة أفعالهم، وأقدامه تشير الى المهانة فوق رؤوس الأنذال، ويسأل؛ هل يوجد بين جمعكم شريف؟! وللأسف لا مجيب من بين مَنْ سُلخت عراقيتهم وأخلاقهم.

أحدث المقالات

أحدث المقالات