22 نوفمبر، 2024 8:01 م
Search
Close this search box.

لو كان مسعود عراقيا حقا ؟؟؟

لو كان مسعود عراقيا حقا ؟؟؟

إنّها ليست المرّة الأولى التي يرعى فيها رئيس حكومة إقليم كردستان المنتهية ولايته مسعود بارزاني , مؤتمرا أو اجتماعا يضم شخصيات مطلوبة للقضاء العراقي , بل أنّ مسعود قد جعل من إقليم كردستان ملاذا آمنا للمطلوبين والهاربين من القضاء العراقي الاتحادي , وجعل من القضاء في كردستان يعمل بمعزل عن القضاء العراقي الاتحادي ولا يخضع لسلطته , مع العلم أنّ إقليم كردستان جزء لا يتجزأ من العراق , وما يقع على أي محافظة من محافظات العراق يقع على إقليم كردستان , بمعنى أنّ السلطة القضائية الاتحادية يفترض أن تبسط ولايتها على جميع انحاء العراق ومنها إقليم كردستان , وإذا كانت هنالك خصوصية للإقليم , فهذه الخصوصية لا تعني التجاوز على المنظومة القانونية في العراق , وأي أمر بالقبض صادر من المحاكم الاتحادية في العراق , ينبغي أن ينّفذ في جميع انحاء العراق بدون استثناء , وليس هنالك من حصانة لإقليم كردستان في تنفيذ أوامر القبض الصادرة من المحاكم الاتحادية , ومن واجب أي شرطي في محافظة أربيل اعتقال محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي الذي صدرت بحقه مذكرة بالقبض من محكمة التحقيق المركزية بتهمة التخابر مع دولة أجنبية .

أمّا أن يشارك أثيل النجيفي ورافع العيساوي في ملتقى سياسي برعاية مسعود وبحضور رئيس مجلس النوّاب سليم الجبوري ورئيس التحالف الوطني الشيعي عمار الحكيم , وهم مطلوبين للقضاء العراقي بتهم تتعلّق بالإرهاب والتخابر مع دولة أجنبية , فهذه هي الطامة الكبرى , فكيف لنا أن نطلب كسلطة اتحادية من رجل الأمن في الإقليم أن ينّفذ قرارات القضاء الاتحادي وأوامر القبض الصادرة بحق المطلوبين ؟ وكيف سمح رئيس مجلس النوّاب ورئيس التحالف الوطني لنفسيهما أن يحضرا مؤتمرا تتواجد وتشارك فيه شخصيات مطلوبة للقضاء العراقي ؟ ولماذا يسمح أصلا لمثل هذه الشخصيات المطلوبة بالتواجد في كردستان ؟ أليست كردستان جزء من الدولة العراقية ؟ أم أنّها دولة مستقلّة وقرارات القضاء العراقي غير نافذة عليها ؟ 
والله لو كان لرئيس الوزراء العراقي ذرّة من الكرامة لسحب فورا لجنة الرواتب المكلّفة بالوقوف على رواتب الإقليم , فليس من المعقول أن تكون كردستان جزء من العراق حينما يتعلّق الأمر بسحب الأموال من خزينة الحكومة الاتحادية , ودولة مستقلّة حين يتعلّق الأمر باحترام قرارات القضاء العراقي وتنفيذها واحترام السياسات العامة للدولة العراقية وعدم عقد الصفقات التي تثلم سيادة البلد مع دول الجوار دون علم الحكومة الاتحادية , كما جرى في إدخال القوّات التركية الغازية إلى شمال العراق بالاتفاق مع حكومة الإقليم وأثيل النجيفي , ولو كان مسعود عراقيا حقا ويحترم القضاء العراقي والحكومة العراقية , لما أدار ظهره لقرارات هذا القضاء , واحترم ضيوفه سليم الجبوري وعمار الحكيم , ورفض مشاركة اثيل ورافع في أعمال هذا الملتقى المشبوه , ولطلب منهم مغادرة الإقليم فورا ولا نقول اعتقالهم , وإن كان الواجب الوطني اعتقالهم وتسلميهم للقضاء العراقي , فكيف لمسعود أن يحترمكم يا قادة العراق إذا كنتم أنتم لا تحترمون أنفسكم ؟ .

أحدث المقالات