والكلام موجه كذلك الى رضيعها مجلس الامن ، فالعالم يعيش فوضى عارمة لاسيما البلاد العربية وكل هذه الفوضى مدروسة وخطط لهاـ والمتعارف ان الامم المتحدة هي المنظمة العالمية التي تضمن حقوق البلدان المنضوية تحت قبتها ، هذه المنظمة ليست حيادية بل انها تارة غافلة وتارة ظالمة من خلال ما نراه من قرارات تصدر منها بلا عدالة .
هنا اذكر هذه الحادثة التي لها علاقة بهذه المنظمة ، يقول الشيخ محمد جواد مغنية رحمه الله التقى به شخص مسيحي يعرض عليه فكرة تاسيس منظمة الامم المتدينة ( كل الديانات الالهية المعترف بها) حتى ترعى مصالح هذه الشعوب المتدينة ، فاقترح عليه الشيخ ان يزور النجف ويلتقي بسماحة السيد محسن الحكيم باعتباره مرجع الشيعة ، وبالفعل التقى بالسيد في النجف وعاد الى بيروت وساله الشيخ الى ماذا توصلت ؟ فقال لم اكن اتوقع ان هكذا رجل لديه هذه العقلية هذا البعد الفكري في النظر الى الامور فقد سالني كيف تمول هذه المنظمة فقلت له من الاشتراكات التي تدفعها الدول فقال لي هنالك فقيرة وغنية وحينها سيكون للدول الغنية السطوة على قرارات المنظمة …
اليوم منظمة الامم المتحدة هي كذلك فانها تصدر قراراتها لمن يدفع اكثر واكثر رواتب موظفيها تدفعه امريكا كما وان هذه المنظمة مقرها امريكا فلا يستطيع الحكام زيارتها الا بالحصول على الفيزا من امريكا .
ومن هذا المنطلق فان ازمات الدول يمكن حلها عندما تؤمن هذه الشعوب والحكام بنزاهة الامم المتحدة على سبيل المثال ليبيا وما يجري فيها من قتل بين حفتر والسراج فان الامم المتحدة تستطيع ان توقف القتال وتجري انتخابات حرة ونزيهة ومن يفوز بالاصوات يكون هو الحاكم الا ان الثقة معدومة من قبل كل الاطراف بالامم المتحدة لهذا تبقى هذه الحروب، اضف الى ذلك تدخل الدول بشان دول اخرى تحت ذريعة مصالحها ونبقى في نفس المثال ليبيا فما يقوم به اردوغان بتجنيد سوريين للقتال في ليبيا وتقوم دول خليجية اخرى بتمويل مجموعات ارهابية تمارس القتل في ليبيا ولان الامم المتحدة منظمة هزيلة فالامور تبقى هكذا من اجل سرقة نفط ليبيا .
الملف النووي الايراني تم توقيع معاهدة بين ايران والدول الست ولكن امريكا انسحبت ولم تلتزم بما عليها بل مارست الارهاب الاقتصادي والسياسي ضد ايران والامم المتحدة ورضيعها مجلس الامن يتفرجون على هذه المهزلة دون اتخاذ أي قرار، وحتى الاتحاد الاوربي الذي انحرف عن مبادئه فانه يريد من ايران تلتزم وهم لا يلتزمون والا اتفقوا على معاقبة ايران هل هذا المعيار معيار دولي انساني قانوني اخلاقي ، ام معيار عصابات ؟
واقوى ما لدى الامم المتحدة هو التنديد والاستنكار الذي لا يساوي عفطة عنز ، نعم عندما تقرا المهام الموكلة بها وبقوانينها ونظامها الداخلي وبكل مجالات حياة المجتمعات من تجارة وصناعة وثقافة وصحة وحقوق وسياسة مالية ومساعدة الفقراء والقضاء على المرض ونشر السلام وغيرها فانها مجالات رائعة ولكن المشكلة بالتنفيذ وبالازدواجية التي تعمل عليها ولا يمكن لها ان تخالف الدول الخمسة الدائمة العضوية وخصوصا امريكا بل الاتفاق المسبق فيما بينهم الخمسة على اصدار أي قرار يكون فيه مصلحة للخمسة حتى وان كان ظاهره لطرف او طرفين فقط .
العالم يسير نحو الفوضى وخصوصا منطقة غرب اسيا والعرب وسبب الفوضى هو التواطؤ بين الامم المتحدة والدول الخمسة وبمساعدة الحكام العملاء بحيث ان الاستهتار اصبح علني واحد ادواته مجلس الامن الذي يفضل ان يسمى مجلس الاستهتار .
هذه المنظمة طالما هي مطية لامريكا والكيان الصهيوني فقدت مصداقيتها والا لو انها تعمل من اجل الانسان ويؤمنون بالديمقراطية والاكثرية فانها تستطيع ان تعمل على انتخابات او اقتراعات على أي مشكلة والنظر الى الاغلبية ، الا انها تريد العالم ان يبقى في هذا الفلك الفوضوي خدمة لاجندة صهيونية عالمية ولا اعلم لماذا الدولة التي لم تضمن الامم المتحدة حقوقها لماذا تبقى عضوا فيها ؟ تبقى لان هنالك مؤامرات اقوى ستتعرض لها هذه الدولة ولكن لو اتحدوا سيكون هنالك كلام اخر ، دول عدم الانحياز على علاته كان يمكن ان يكون له دور افضل من الامم المتحدة ومجلس الاستهتار الا انه تم اختراقه .
لابد من نهضة دولية لتصحيح مسار سياسات الدول حتى يعيش العالم بسلام