22 ديسمبر، 2024 11:43 م

لو قطعوا ارجلنا واليدين نأتيك زحفا يا حسين

لو قطعوا ارجلنا واليدين نأتيك زحفا يا حسين

من الصعب على الانسان تخيل ان يتوجه كل عام ملايين الناس من مختلف أنحاء العالم الي مدينة كربلاء حيث مثوى بضعة رسول الله (صلى الله عليه وآله) سيد الشهداء الامام الحسين (عليه السلام)، وهم يخاطرون بأرواحهم،ترى ما هو الدافع الذي يدفع هؤلاء الناس؟
ان يتركوا اعمالهم وبلدانهم ومدنهم ومنازلهم واسرهم، ويسيرون مئات الكيلومترات على الاقدام في الصيف والشتاء في الليل والنهار، ليلتقوا عند ضريح ابي الاحرار وشم ثراه من الذي يدفع الالاف من الناس ان ينفقوا وبكرم سخاء منقطع النظير من مالهم الخاص ويقدمون الخدمات من الماء والطعام والمسكن وكل ما تحتاجه هذه الملايين من البشر الزاحفة نحو كربلاء دون ان ينتظروا منة؟، من الذي يدفع الالاف من الناس، وهم من عوائل ثرية وحتى من اصحاب المناصب والأكاديميين ومن مختلف شرائح المجتمع ، ان يكونوا خدمة لهؤلاء الزوار، ويسهرون علي راحتهم ويخدمونهم بشتى الطرق ويعتبرون ما يفعلونه فخرا لهم
والملفت ان زوار الاربعين وحركة خطواتهم باتجاه كربلاء ومنذ القدم كانوا يرفعون شعار لو قطعوا ارجلنا واليدين ناتيك زحفا سيدي ياحسين، هذا الشعار كنا نسمعه، ولكننا نرى اليوم ان الزوار يجسدونه تجسيدا حيا، فكم من الزوار قطعت ايدهم وأرجلهم في التفجيرات الانتحارية والسيارات المفخخة والكمائن التي نصبت لهم على طريق كربلاء، الا انهم رغم كل ذلك واصلوا الدرب الى كربلاء، بل ان اعدادهم تزداد اكثر كلما كانت التهديدات والمخاطر التي تواجهم اكثر.
قيل الكثير عن سر خلود وديمومة ظاهرة الاربعين، والفت الكتب في ذلك وسودت الصفحات، ولكننا، ورغم ان جل ما قيل في هذا الامر الصحيح، نرى ان هذه الظاهرة هي ظاهرة الهية، اريد لها ان تبقى وتستمر، لانها تستمد طاقتها من اطهر دم اريق ظلما على ثرى كربلاء وبيد اتعس خلق الله، وفي هذا السياق ندرك كلمات بطلة كربلاء الحسين السيدة” زينب الكبرى” عقيلة بني هاشم وهي تخاطب يزيد في بلاطه وهو نشوان بانتصاره على الحسين (عليه السلام):” فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا تدرك أمدنا”. وهذه حقيقة تجلت تاريخيا ببركة الهية وخطوات دائمة كربلائية ثابتة ومؤيدة في مراسيم الشعائر الحسينية الخالدة .