العالم صامت ويدين بخجل وتردد وإستحياء واضح ما يجري في العراق من جرائم ضد الإنسانية , وما يراه من مشاهد مروعة لقتل الشباب اليافع , الذي يريد حياة حرة كريمة تضمن له حقوق الإنسان , التي يتمع بها أبناء المجتمعات الديمقراطية الحرة.
وكلما فتشتم عن السبب الحقيقي لهذا التجاهل المُدان , يتبين لكم بأن قتل البشر لا يعني ولا يهم لأنه لا يؤثر على المصالح بأنواعها , فالمهم بئر النفط , ولو قُتِل بئر واحد لإستنفرت القوى العالمية قواتها وتدخلت بسرعة خاطفة , لأن المصالح تهددت.
وما دامت آبار النفط آمنة , فليُقتل من الشباب مَن يُقتل , ولتتخرّب البلاد وتمحق , فهذا ليس مهما ولا يؤثر على النفط بل يزيد من قدرات الإستحواذ عليه والتصرف المطلق بآباره , وتنامي إستثمارات الشركات القابضة عليه.
فلو تم قتل الآلاف من أبناء الناصرية والبصرة وكربلاء والنجف وباقي المحافظات فلن تتدخل القوى العالمية , وستبقى متفرجة وتنأى بنفسها عن الجرائم المروعة الفتاكة والإستخدام المفرط جدا للقوة ضد المتظاهرين السلميين.
وهذا الواقع المنافق يكشف معنى الديمقراطية في الدول النفطية , فالمقصود بها حرية الإستحواذ على النفط , وتعزيز أنظمة الحكم المنفذة للمصالح والأجندات المرسومة , ولا يُسمح بنظام حكم وطني يسعى للبناء ورفاهية المواطن.
ومن هنا فأن القوى العالمية والإقليمية من مصلحتها تطور الأمور وتفاقم دمويتها وفتكها بالوطن والمواطنين , لكي ينشغل أهل النفط بويلاتهم الدامية , وينشغل الطامعون بالنفط بشفطه بأعتى توربينات الشفط المعاصرة.
وإن صح ما تقدم , فإن قتل بئرنفط واحد , ربما سيحقق الإستنفار العالمي والإقليمي , وسيتم ردع الطامعين والتابعين الخائنين لأوطانهم , والمنفذين لأولياء نعمائهم من الحاقدين الغادرين المستقوين المنافقين , الذين يتظاهرون بالعداء لمن يساندهم ويبارك لهم أفعالهم الشنعاء بحق المواطنين المطالبين بحق الحياة.
وعليه فالماء لا دور له ولا سلطان على النيران!!
فهل من مدركٍ حصيف؟!!