23 ديسمبر، 2024 6:13 ص

لو سأل اي سياسي نفسة بتجرد ، ماذا قدمت للعراق .؟ الجواب

لو سأل اي سياسي نفسة بتجرد ، ماذا قدمت للعراق .؟ الجواب

إني متأكد ان لا وقت له لتوجيه مثل هذا السؤال إلى نفسه ، او ربما يخجل للتوجه بمثله ولو على سبيل المداهنة ، لأن ما في قرارة نفسه تبعده عن المراجعة ، او حتى النظر إلى المرأة ، فالسياسي العراقي قبل كل شئ يعلم ان غفلة الزمن يوم 19 نيسان عام 2003 هي من وضعته على سكة هو غير مؤهل لها من كافة الجوانب وبالمجمل هناك ثلاثة اصناف لاؤلئك السياسيين ، الاول من شجع المحتل لغزو بلاده لا نكاية بصدام ، بل للحصول على المناصب والحضوة عند المحتل، وقد سأل احد الصحفيين هتلر من اكثر الناس احتقارا لديك .؟ أجاب اولئك اللذين ساعدوني على غزو بلادهم ، وهؤلاء يخجلون التأمل في وجودهم لانها فئة تحتقر نفسها وجوابها انها قدمت للعراق الدمار والتخريب جراء الاحتلال ،اما الفئة الثانية فهم فئة العراقيين الغرباء والمغتربين لاسباب عديدة والتي جميعها انضوت تحت لافتة المعارضة والتي استحصلت على السلطة بموافقة المحتل ووفق توجهاته ، ولما كانت توجهات المحتل هي القضاء على كل ما يمت للعراق بصلة مع التقدم فبالعويض دور الفئة الثانية استكمال ما بدأته الفئة الاؤلى ، اما الفئة الثالثة فهي فئة الأميين من حواشي الفئتين الاؤلى والثانية ، وهي جهاز التنفيذ المتكون من بعض المليشيات غير العقائدية او مافيات منظمة او موظفين بدرجات متفاوتة تستحوذ على النفوذ والمال العام لتقوم بدور الحارس على الفئتين الاوليتين وتعمل باستمرار على اعادتهم للسلطة وفق الانتخابات الشكلية التي تقوم بها الدول العميقة في الوطن العربي ، ان توافق المصالح وتقسيم الأدوار بين هذه الفئات الثلاثة وانغمارها جميعا في الخلافات المصلحية او الاتفاقات المصلحية جعلها تنسى مسؤوليتها الادارية على الاقل لتقدم ما هو بسيط للناس ، بل تجاوزت حاجز الخجل وحاجز القيود القانونية والاجتماعية وصارت متعودة على الاحتقار الشعبي ومتألفة معه ولم يعد لها مواقف ذاتية ، لذلك تراها بعد كل هذ الخراب والتخلف الذي أصاب العراق تراها تخشى الوقوف أمام المساءلة والتأمل في ادوارها المخربة .
وأخيرا ونحن نعرف انها فئات ضالة ، ولكن نذكرها ، بالبيت المشهور ، وأيديك وان طالت فلا تغتر بها… فإن يد الأيام منهن أطول ، تأمل أيها السياسي ان تسأل نفسك . ماذا قدمت للعراق..؟