18 ديسمبر، 2024 9:18 م

لو أعلم الغيب لستكثرت من الخير

لو أعلم الغيب لستكثرت من الخير

أنما الدنيا عبارة عن أختبار، يتضمن عدة مراحل تمر على الإنسان ،بصور متعاقبة كل حسب الزمان والمكان والظرف المناسب. يبقى الإنسان يدور في دوامة الحياة مابين حلاوة الأيام ومرارتها ،باحثاً عن الاستقرار الاجتماعي و الاقتصادي و السياسي، فمرة تسير معه الأمور مسرى الزيت في راحة اليد ،وأخرى تتكسر معه كعبرة في صدر مهموم، وهو ما بين هذه وتلك يبقى متمسكاً في الحياة ، مصرا على المضي متأملاً خيراً . يعيش أغلب الشباب في بداية حياتهم الدراسية أحلاما وردية ، يرسمون ويخططون لمستقبلهم الواعد ، فالبعض يتمنى أن يصبح طيار، والآخر جراح ، وهلم جرا من الأمنيات والأحلام الواسعة الأفق. لكن هناك غصة فسرعان ما تدور الأيام، وتنتهي امتحانات المرحلة الاعدادية. فيبدأ التوتر والقلق النفسي في إنتظار إعلان القبولات للدراسة الجامعية. ما إن تعلن القبولات تبدأ المعاناة والاستياء من نتائج القبول غير المنصفة. يدرس الطالب ويتعب على أمل أن ينال مراده من القبول في الجامعات، وإذا به يصدم بالقبول والتدرج الجامعي، من حيث نسبة المعدل ومكان الجامعة المقبولة. فمثلاً طالب من بغداد يكون قبوله جامعة الموصل ، وطالب من البصرة يكون قبوله جامعة كركوك، خصوصاً ونحن نعيش وضع سياسي وأقتصادي وأجتماعي لا نحسد عليه ،إذا لماذا الإستخفاف وعدم الاهتمام بمسألة القبول الجامعي ؟ ربما يسأل سائل أجاءت هذهِ الحالة عن غير قصد ؟ أم محاولة لتهديم الطاقات الشبابية، و أنها حالة طبيعية وقانونية جرت عليها الأعراف واللوائح الخاصة بوزارة التعليم العالي، وتقنن بموضوع الاستحقاق، وهذا قانون مبرمج يسري على الكل دون تمييز ! هنا يضطر الطالب إلى التنازل عن طموحة، وحتى يتجنب مشاق وعناء السفر وإنفاق المال ، وخطورة الأوضاع ،عليه أن يرضى بما هو أدنى من قبوله حتى يبقى بالقرب من أهله .
خلاصة القول مستقبل الطالب العراقي تحدده وزارة التعليم العالي .