23 ديسمبر، 2024 9:18 ص

لونا قصير: مسح روائي وامض

لونا قصير: مسح روائي وامض

إلى أخي حادي الثقافة العراقية : الأستاذ زكي الديراوي
(*)
هي روائية لبنانية تسعى، لتضيف جهداً روائيا جديداً من خلال رواياتها
: القميص الزهري
فراشة التوت
مرآة الروح
بلاد القبلات
غرفة مغلقة
(*)
تلاقي هذه الروايات اهتماما واسعا من القارئات والقراء والمؤسسات الروائية العربية والعالمية. في 2014 عن مؤسسة الصفدي في طرابلس صدرت روايتها الأولى (القميص الزهري) ولأهمية هذه الرواية، تم اختيارها من قبل اللجنة الوطنية التابعة لوزارة الثقافة اللبنانية
(*)
روايتها (غرفة مغلقة) تعيدني إلى موضوعة الأعضاء البشرية، وقد توقفت قراءتي عندها، في رواية(خرائط التيه) للروائية الكويتية بثينة العيسى، حيث يتم خطف الأطفال في موسم الحج، وبالتالي تصديرهم كقطع غيار بشرية لمستشفيات عالمية خارج المملكة العربية السعودية .
(*)
الروائية اللبنانية لونا قصير، تدخل للموضوعة ذاتها من جانب آخر حيث توصل الطب لتجديد الحياة بكل الممكنات العلمية الجديدة في الطب، وهنا تشتغل الروائية اللبنانية بمهارة فائقة، حيث تهب ُ عائلة مفجوعة قلب ولدها إلى ولد ٍ يحتاج قلبا يجعله ُ يواصل الحياة
(*)
الزمن الروائي هو الحرب الأهلية في لبنان. مع شظايا القصف تتشظى العوائل اللبنانية في ريف شمال لبنان، فتهرب بسبب القصف كما هربت العوائل في البصرة وتطشرت في المحافظات العراقية، وليأخذ الحدث سعته الدلالية بتوقيت القصف يموت الأب وتنفرط مسبحة العائلة، وتختلف اختيارات المواطن في بلد بلا أمان كما هو حال الآن المواطن العراقي يغامر بالهجرة ويتحدى الأهوال.
(*)
في رواية (غرفة مغلقة) يهاجر(رائد) وهو الأبن الأكبر، ويؤسس عائلة له في أمريكا، وكأن التهجير لا يكفي يباغت العائلة الموت دهسا لأحد أبناء هذه العائلة
(*)
بين هجرة الأبن الأكبر وموت الابن الثاني : سعة في الدلالة، وانفتاح جهوية جديدة في الفضاء الروائي والاشتغال على المغلق والمفتوح
للأبن الثاني غرفة في بيت العائلة، وللغرفة بعد موته دلالة جديدة، تصبح الغرفة رئة تواصل فيها روح الأبن الراحل أنفاسها وهكذا من الفضاء المغلق للغرفة تواصل الروح حضورها في العائلة. ولا تكتفي العائلة فهي تبادر من جهة ثانية إحياء جسد الابن الراحل من خلال إلى غرسه في جسد شاب آخر
وحين تنجح العملية الجراحية ، تكون لمن يحمل قلب ولد العائلة المفجوعة
أهمية حميمة لديها وهكذا ينبض قلب الأبن ويواصل الحياة، وفي ذلك دلالات غزيرة منها أن الإنسانية تخترق مصدات الملل والنحل ويمكن تدوير سرد آلاف المدونات المتشابكة من خلال الحفاظ على أثمن رأسمال هو الإنسان
(*)
الذي تفكر به الرواية، لا نحصل عليه إلاّ من خلال هندسة السرد الحداثية التي توفر كل أسباب الأقناع الروائي، وتكون سعة الفضاء الروائي هي نقلات مكانية زمانية محبوكة بمهارة من قبل الروائية لونا قصير بشكل آسر.
(*)
في( مرآة الروح) تتشعرن سردية الرواية من خلال الشخصية النسوية المحورية (ياسمين الشام) التي تريد التخلص من عبودية أنظمة الوعي الجمعي المستبدة . وفي الاسم الانثوي دلالة هامسة لما يجري في سوريا
(*)
كيف يمكن للذات أن تتماوج في الزرقة الحالمة وهي بين عبثية القدر ووحدة وصراع الأضداد في الذات الأنثوية نفسها؟ هنا يتمازج ويحتدم المشهد بين القلب الأنثوي المسلوب وحق الزوج على زوجته؟ وهكذا يكون السرد محاولة مبتكرة من التراسل المرآوي بين ذات المرأة ومرآتها. وقد انتج الفيلسوف (لا كان ) بحوثا حول فاعلية المرآة في حياة الإنسان بدءاً من الطفولة.
(*)
العلاقة العاطفية : هي المحور الدفيء في زمن الرواية بتوقيت ذلك الربيع العربي المموه والأسلوب الروائي يكشف مهارة الروائية في استعمال الممحاة في الكتابة، فهي أحيانا تستعمل الإيماءة أو الإشارة وعلى فطنة القارئ يكون رهان المؤلفة لونا قصير