من حقنا نحن العراقيين أن نفتخر بامتنان بأن يكون مثل هذا الرجل بين ظهرانينا يحمل همومنا ويدافع عن قضايانا ويقف مع الفقراء والمظلومين وينقذنا كل مرة من خطر الفناء والتشرذم ..
ولا أظن قارئا لبيبا لا يعرفه بعد قراءته هذه الكلمات .. فهذا الرجل نعمة إلهية حطت في قلب العالم لتنشر الخير والسلام والمحبة والعدل في زمان الشر والحرب والكراهية والجور..
وكيف لانعرفه .. وكلنا في الشدائد نلجأ إليه بعد الله ليضع بحكمته التي حباه الله بها كلمات تهز النفوس وتجدد الحياة وتصنع المعجزات ولولاه لكنا اليوم في تيه وحرب وتقسيم وتفتيت …
عجيب أمرك أيها السيد السيستاني حيرت المحبين والأعداء بورعك وتقواك وحكمتك وفتواك.. حيرت من يعرفونك ومن لايعرفونك وهم يسمعون مواقفك في كل أصقاع الدنيا.. يتساءلون كيف لهذا الرجل أن يكون له كل هذه القوة وهو لا يملك من حطام الدنيا سوى ما يسد رمقه ويستر جسده … كيف لهذا الرجل أن يمتلك كل هذا التأثير في الناس وتغيير الأحداث وإفشال المؤامرات لتقسيم البلاد وتهجير العباد وهو لايملك سوى الكلمات..
علينا نحن العراقيين جميعا أن نشكر الله على هذه النعمة العظيمة فلكم أن تتصوروا حال العراق بعد كل مامر به من الويلات والصراعات والتصفيات ففي كل مرة نكاد أن نهوي في حفرة سحيقة مليئة بالظلم والدم والظلام ينتشلنا هذا الرجل بشجاعته وحكمته وصبره بلا منٍّ أو شكوى أو تذمر أو نجوى..
سيدي وأنت وقد جاوزت الثمانين ونيف ولم تطالب يوما بمال أو وظيفة أو منصب لأولادك أو لعائلتك أو قطعة أرض تملكها .. ولم تكن يوما تفكر في نفسك وولدك إلا بقدر ماتطلبه الانسانية والدين والأخلاق وقد حملتها كلها فأنرت بها سيرة أجدادك الأطهارفكنت خير خلف لخير سلف.
علمتنا الكثير وأنرت لنا الدرب المعتم ..علمتنا أن الدين مدني وأن الدولة لا خير فيها إن لم تصنع الحياة الكريمة لمواطنيها وأن المسؤولية ليست امتيازا ومغنما يثرى من خلالها من يتصدى لها بل هي مغرم وثقل وأمانة .. صدحت حتى بح صوتك في محاربة الظلم والفساد وتعطيل البلاد وتدوير الأزمات .. ومازلت على وتيرتك في النصح والإرشاد بالصمت والكلام وكلاهما من ذهب.. يكفينا فخرا أنك بيننا سيدي ..