تعرض الحشد الشعبي الى هجوم حاقد وظالم من قبل معظم الدول العربية والمؤسسات الدينية السنية حتى وصل الأمر بدولة الإمارات العربية إلى إدراج عدد من الفصائل المجاهدة ضمن الفصائل الإرهابية بحجج وأسباب واهية لا تستند إلى الحقيقة ولا تمت الى الواقع لا من قريب ولا من بعيد.
الهجوم على الحشد الشعبي واتهامه بتهم الطائفية لم يتوقف على دول الخليج انما تعداه الى مؤسسة الأزهر الدينية السنية دون ان تدرك هذه المؤسسة ان اعتماد رؤية أمراء الخليج ومن يمثلهم في العراق خطا فظيع يسبب لها الحرج ويرفع عنها صفة الشرف والوسطية والاعتدال.
اتهامات دول الخليج وركوب الأزهر موجة الاتهامات الجاهزة جعل من العرب في صف الوقوف الى جانب داعش الإرهابي الذي استباح الأعراض وهتك الحرمات وسفك الدم العراقي وأهان المقدسات ودمر ارث الماضي وصدم العالم بإجرامه وشذوذه بغير وجه حق.
ان وقوف الأزهر بالضد من الحشد الشعبي ووقوف الدول العربية مع الأزهر يجافي الشرف والغيرة والنخوة العربية لان من قيم وشيم العرب ان ترد الجميل وتدافع عن أعرافها ونخوتها ورجولتها وعرضها ولا تقف الى جانب الباطل وبطريقة متناقضة فهم في الوقت الذي يعتبرون داعش مجرما في مصر يعتبرونه مجاهدا في العراق.رغم ان العراق يقاتل نيابة عن الجميع وخاصة دول الخليج.
ان قيم ونخوة العرب لم تعد تعمل في زمن اوباما والأزهر وزمن ممالك الخليج بعد ان استبدلوها بجلباب الاصطفاف القومي والطائفي تاركين كل القيم والأعراف تداس تحت أقدام جرذان داعش وملاهي الدعارة في دبي التي تفوقت على باريس في عهرها.
كم كان الأمر مسليا وجميلا لو ان دول الخليج لم تقع تحت خط الصد العراقي لاننا حينها كنا سنشاهد جرذان داعش وقد وصلوا الى برج زايد واستباحوا حرمات اهل جدة وشربوا نخب دولة داعش الإجرامية مع الحسناوات الأوكرانيات والسويديات والتونسيات في ملاهي ابو ظبي والدوحة.
ان من حسن حظ دول الخليج واستمرار ممالكهم هو وجودهم الى جنوب العراق وهذا الموقع جعلهم من حيث لا يشكرون الفضل ولا الاعتراف بنعم الله عليهم دول باقية الى هذه الساعة بفضل تضحيات وشجاعة وصمود أبناء العراق من أبطال قواته الأمنية وشجعان الحشد الشعبي ورجال العشائر عندما مزقوا أسطورة داعش وأهانوا سطوتهم وجعلوهم تحت أحذية جبروتهم وخلصوا البلاد والعباد منهم .
كان على دول الخليج ان يكونوا رجالا وان يكونوا أحرارا لو أنهم اعترفوا بفضل العراق وفضل تضحياته التي سطرها أبناء مرجعية الإمام السيستاني وهم يوقفوا تقدم مجرمي داعش لان سقوط العراق لا سامح الله كان سيؤدي تلقائيا ودون اي جهد الى سقوط جميع دول الخليج بيد كماشة إرهاب داعش لان هذه الدول اجبن من ان تقاتل او تقدم التضحيات ولأنها حاضنة في كثير من مواطنها للفكر الوهابي المتطرف الزارع للتخلف والمصدر للغباء الداعشي.
لن تنجوا الدول العربية وخاصة ممالك الخليج من سرطان داعش لانه سيبحث له عن جسد ينتشر به بعد ان تم استئصاله من العراق ولن تكون هناك بيئة خصبة أفضل من الخليج ومن الدول العربية المتهالكة.انها ليست نبوءة لكنها قراءة لإحداث ستنتهي كما توقعناها.