23 ديسمبر، 2024 4:11 م

لوحة سيريالية لجندي من جنود الوطن

لوحة سيريالية لجندي من جنود الوطن

كم هو مذهلٌ ذلك الرجل، فكلما طوينا كشحاً عن الإعجاب بعمل من أعماله الوطنية، وجدناه يبهرنا بعمل آخر، وكأن لديه ألف يد، فهو رجل دين وسياسي، وقائد لخمسة سرايا في الحشد الشعبي، يقدر عديدها بما يزيد عن عشرين ألف مجاهد، طالما تابعنا نشاطاته الإجتماعية، لا يكل ولا يمل عن إقامة المؤتمرات والحوارات في شتى الأنشطة، ساعياً الى خدمة الوطن والمواطن.
جل همه الدعوة الى إقامة دولة مدنية عصرية، يعيش في كنفها أبناء الوطن، موحدين منعمين بثرواتها، متمتعين بالحرية والعدالة والمساواة تحت خيمتها، فطالما كان صماماً لأمان العراق، ووحدة شعبه وأرضه، ومدافعاً عن سيادته وإستقلاله، نابذا لجميع النعرات الطائفية والعنصرية والقومية، تراه بين السياسيين كالقمر بين النجوم، به يلحق التالي واليه يرجع الغالي.
أحق ما يمكن أن يوصف به ذلك الرجل الهمام، لوحة سيريالية تمثله وقد وقف في الجانب الشرقي من الصورة، وقد بدى صدره كطابوق مرصوف، وهو يتنزع بيده طابوقة تلو الأخرى، ليبني سور الوطن، وعمامته السوداء التي تمثل، وقار ذلك الرجل وعلمه ومعرفته وكرامته، وإنتسابه لذرية النبي محمد عليه الصلاة والسلام، حيث تمثلت بآنية البناء المملوئة بمزيج الأسمنت، يغترف منها ليثبت لبنات وطنه.
في الجانب الآخر الغربي، بما يوحي ذلك الجانب من معاني الموت والدمار والظلام، حيث يتصدر المشهد داعش، وعن اليمين والشمال أناس يرتدون لباس السياسيين، يحمل بعضٌ منهم معاولاً هلعين لهدم ما بناه ذلك الرجل، وبعض آخر يحملون غرابيلاً ليحجبوا بها نور الشمس، وآخرين يجرون سحباً سوداء لردمها! وثمة إخوة ثلاثة، سني وشيعي وكوردي، كلما أرد الظلاميون تفرقتهم يجمعهم ذلك الرجل!
كم نحن بحاجة الى رجال بتلك الهمة والشجاعة، وبذلك الوعي الذي يمتلكه، وروحه الوطنية الوضاءة، من أجل إعادة ترميم صورة الوطن ولم شمله، وإنعاش العملية السياسية، وعدم السماح مرة أخرى لإستباحة البلاد من قبل الإرهابيين، والحيلولة دون هدر ثرواته، والعبث بمقدراته. إنه بحق يمثل صمام أمان الوطن وخيمته، وإبنه البار.