لا اعتقد ان من الراجح عقلا ان يمر موضوع انتخاب المالكي وحصوله على اصوات كثيرة في الاوساط الشيعية ببساطة وان نتعامل معه على انه مجرد شخصية تنتمي لجهة معينة رشحت نفسها للانتخابات وفازت بالأصوات وانما يجب الوقوف عندها كثيرا لان المالكي وعلى مدى ثمان سنوات اقل ما يمكن ان نسميها سنوات الفشل حيث عملت ادارته للدولة العراقية على انتشار الفساد والفقر والجهل والتناحر الطائفي والتفرقة وغيرها من الامور السيئة فكيف يتم انتخابه والعودة به ليقوم بالمطالبة بولاية ثالثة ولذلك وحسب فهمي استطيع ان ابين بعض الاسباب المحتملة لهذه الانتكاسة التي حصلت عند الشيعة ومن خلال عدة نقاط :
1. تذكر الروايات التي تتحدث عن معركة الطف ان الكثير من اهل الكوفة الذين خرجوا لقتل الحسين (ع) كان جوابهم عندما يسألون عن السبب في خروجهم بانهم لا يعلمون لماذا خرجوا وكان الجواب الذي يصدر من اي واحد منهم هو (لا ادري) وهو نفس الجواب عندما تسأل الكثير ممن انتخبوا المالكي انهم لماذا انتخبوه فيكون الجواب (لا ادري) .
2. في اكثر من محافظة نلاحظ ان الفائز الاول في قائمة المالكي هو امرأة كما هو الحال في بابل والديوانية وهذا يعكس ان السبب في الاختيار هو لم يكن عن عقيدة وادراك وانما هو النفس الامارة بالسوء .
3. ما قامت به قناة البغدادية من الاسراف في نقد المالكي وحكومته على الرغم من ان كل ما ذكرته كان صحيحا ولكن الاكثار من النقد ولد شعورا بالعناد وجاء بردة فعل عكسية .
4. الفتوى التي صدرت من الشيخ بشير الباكستاني بتحريم انتخاب المالكي ثم اعقبها بتأييد قائمة المجلس الاعلى ولد شكوكا عند الناس بان هناك حملة لتسقيط المالكي وهم يعتبرونه قدوة لهم في الوقت الحاضر فخرجوا زرافات ووحدانا لنصرته .
5. الشعب العراقي ومنذ اقدم الازمنة يميل الى احترام وتبجيل من في السلطة والى الان يكررون (بخت حكومة) وعليه فانهم انتخبوا المالكي لانه بالسلطة ولوكان غيره ايضا لنتخبوه .
6. الضرب على الوتر الطائفي وان المالكي يقود حربا ضد الارهابيين والنواصب الذين يريدون قتل الشيعة وتهديم مراقد أئمتهم وعليه يجب مناصرته نصرة للدين والمذهب !! .
7. الاموال والهبات وتوزيع قطع الاراضي وتمليك الدور وغيرها من المغريات لعبت دورا اساسيا في توجيه اغلب الشيعة لانتخاب المالكي خصوصا ان الاغلبية منهم تمر بظروف اقتصادية صعبة للغاية .
8. الجهات السياسية في الوسط الشيعي ثلاث وهم التيار الصدري والمجلس الاعلى وحزب الدعوة (دولة القانون) ولكل جمهوره وكل من لا يريد المجلس الاعلى والتيار الصدري يذهب مباشرة لانتخاب المالكي وقائمته .
9. عدم وجود توجيه صريح من المرجعية الدينية بعدم انتخاب المالكي وانما كان كل ما صدر منها عبارة عن عموميات ومفاهيم تصدق على الجميع وبإمكان تفسيرها كلا على هواه .
10. اعتقد ان هذا السبب يمكن ان يكون خلاصة الاسباب اعلاه وهو ان استحقاق الشيعة في هذا الوقت هو المالكي فالتقصير الذي يحصل من الشيعة في اكثر المجالات الدينية والدنيونية يحتم عليهم ان يولى عليها شخص كالمالكي وكما يقال “كيف تكونوا يولى عليكم ” .