18 ديسمبر، 2024 5:54 م

لهذه الأسباب سيرحــــــــــل المالكي …

لهذه الأسباب سيرحــــــــــل المالكي …

أصبحت ملامح العملية السياسية في العراق واضحة بعدما افرزت قوى وكتل عبرت عن مافي داخلها من برامج ومواقف ولعل إعادة التوازن التدريجي للعملية السياسية جعل من تقارب القوى امرأ حتميا حيث لا يمكن لاي قوى ان تفرض نفسها دون تفاهمات وتوافقات تؤسس لمرحلة جديدة , ما يمكن استنتاجه ان الجميع عازم على المشاركة في الحكومة على ان لايكون السيد المالكي موجودا فيها باعتبار الجميع لهم تجربة سيئة وادارة متناقضة طوال ثمان سنوات وربما من أوصل المالكي لهذا العداء السياسي والشعبي وحتى الاقليمي هو أستئثاره بالسلطة وعدم استشارته العقلاء وتقريبه المهرجين وأصحاب الأجندات التجارية . لذلك عدة عوامل مهمة افرزها الحراك السياسي القائم الان وما توصلت اليه المفاوضات بين الكتل ويمكن ان نؤشر اهم تلك العوامل التي انتجت رفضا قاطعا على منع تولي المالكي الولاية الثالثة .

1-   ان موقف المرجعية المعلن والواضح ارتكز على ثلاث ثوابت هي لابد ان يتمتع رئيس الوزراء القادم بالمقبولية والتوافق الوطني وكذلك الكفائة والمقدرة على تخليص البلاد والعباد من الازمات التي انتجها السلوك السيئ للمالكي والثالث يجب ان يكون مرشح رئاسة الوزراء من داخل التحالف الوطني ويرشح من جميع قوى التحالف , وكل تلك الثوابت هي تعتبر الضربة القاصمة للمالكي باعتبار لامقولية وطنية لدية ورجل يفتعل الازمات وكذلك لايمكن ان يمر كمرشح للتحالف الوطني لعدم تحقيقة الاجماع  ولعل توسل المالكي ببيت الإمام السيستاني لم ينفع ولم يقبل مطلقا.

2-   كان يعول المالكي على تحالف القوى السنية حيث كان يتأمل من شراء وترغيب وترهيب البعض من الحصول على النصف زائد واحد ومافعله بسليم الجبوري من منع المصادقة على مقعدة الانتخابية الا بحصول الضمان للولاية الثالثة فجاء حراك النجيفي وفهمه للعبة حيث سحب ترشيحه وقدم الجبوري مرشح للقوى السنية جعل المالكي في موقف يحسد علية.

3-   القوى الكردية من الغباء استعدائهم في هذا الوقت واتهامهم مرة انهم اسرائيليون واخرى دواعش جعل الحوار معهم شبه مستحيل ويعرف المالكي جيدا ان تأثير بارزاني ليس فقط على القوى الكردية بل يؤثر على جميع القوى داخليا وخارجيا وكل ما تحملة ملاحظاتنا عن سياسية الكورد لكن ما أوصلنا آلية هو بسبب طاعة المالكي لهم وتوقيعه على اتفاقية اربيل المشؤمة التي تنازل بها وصبح تابعا لهم وهو اليوم يدفع ثمن ذلك .

4-   لعل الامل الذي كان يعلق به المالكي طموحاته هو الدعم الخارجي وخاصة من الجمهورية الايرانية والولايات المتحدة فجاء الرد الامريكي سريعا بعدم دعمهم لرجل يذهب بالعراق الى الهاوية فعبد توسل وواسطة لم يستطيع المالكي من اقناع الغرب بل زاد من إصرارهم على تنحية بعد ان افضت سياساته من تدمير المؤسسة العسكرية وجعلها مؤسسة مترهلة ضعيفة بلا قيادة , اما الموقف الايراني ربما تغير بشكل تدريجي بعد ان كانت هناك رغبة ايرانية ببقاء المالكي باعتباره فاز باكثر الاصوات الشيعية ,لكن بعد احداث الموصل وتعرفهم بشكل واضح عن طريقة ادارة المالكي للبلاد وتصرفاته الغير متزنه ومن يحيطون به من حيتان تهرج بالاعلام وتزيد من الانقسام السياسي والتوتر الامني جعل الإيرانيون يقررون بعدم صلاحية بقاء هذا الرجل وان المرحلة القادمة تتطلب من يتصف بالحكمة والعقل وقد ابلغوا المالكي بضرورة ايجاد بديل عنه .

5-   القوى الشيعية المجلس الاعلى والاحرار لايمكن ان يقنعهما المالكي لانه يعرف جيدا اذا وافقا عليه ستحل جميع المشاكل وسترفع عنه جميع الخطوط الحمراء لكن المجلس الاعلى لايمكن ان يباع ويشترى بالمناصب او يتغير موقفه لمجرد تأثيرات جانبية ولعل تشخيص المجلس الاعلى للسلوك الخاطئ للمالكي دفع ثمنه غاليا بعد ان عمل المالكي على استئصال جميع رجالات المجلس الاعلى من المواقع الحكومية وابعدهم من دائرة التأثير السياسي وسخر الاعلام المأجور لضربهم وتشويه مشروعهم لكنه فشل ليعود المجلس الاعلى كقوة صاعدة وواعدة وثقله السياسي اكبر بكثير من عدد مقاعده البرلمانية ولعل التجربة اثبتت ذلك , وكذلك التيار الصدري ليس التيار الذي كان 2009 م الذي قبل بالمالكي فهو اليوم في مرحلة النضوج السياسي ولايمكن ان يعيد الشراكة المرة التي عمل بها مع المالكي .

6-   كل الطرق مسدودة امام  المالكي وربما اليوم اطراف في القانون ايضا باتت تؤيد ابعاد المالكي عن اي موقع تنفيذي وهو يعرفهم جيدا لكن خوفهم منه لاسباب متعددة جعلتهم صامتين .

7-   فالخيار القادم يتمخض اما بإعلان التحالف مرشحه لرئاسة الوزراء الذي ترشحه كتلة القانون على ان لا يكون المالكي واما سيتشضى دولة القانون وستخرج منه بدر والمستقلين والخزاعي وهؤلاء يمثلون اكثر من 50 مقعد ليعود المالكي معارضة في البرلمان وان قوى التحالف الاخرى قادرة على انتاج رئيس وزراء في ساعات عديدة .

8-   لهذا من يطبل ويهرج بالاعلام ان العراق سيضيع بذهاب المالكي وهناك مؤامرة عليه هو حديث مأجور ام جاهل لان بقاء المالكي يعني بقاء داعش وبقاء الفاسدين وبقاء سوء الخدمات وتقسيم العراق ومن ثم يتحول الصراع شيعي شيعي , لذلك سيرحل لتنطوي مرحلة تأريخية سيكتب عنها انها نموذج سيء للحكم وستفتح ملفات ربما كثيرة وكبيرة على المالكي .

سنلتقي بعد أسبوعين لنكتب عن ماهي أهم الاجرائات التي يجب ان يقوم بها الرئيس الجديد التي تحقق الامن والازدهار والسيادة ,وكما يقول نابليون الدكتاتور هو الحاكم الذي يبدو انه حائز على ثقة الأمة وتأييد الرأي العام حتى قبل سقوطه بدقائق :::