22 نوفمبر، 2024 8:40 م
Search
Close this search box.

لن يستقيم العدل إلا بثورة الدم

لن يستقيم العدل إلا بثورة الدم

ان ثورة الأمام الحسين (عليه السلام)و ملحمته التاريخية،الحاضرة في وجدان الأمة ماجاءت ألا لتجدد الدم في عروق الشعوب المضطهدة، لتحفزها وتمنحها القدرة الإيمانية الخلاقة والنابضة والقادرة، على اكتساح تلك العروش الخاوية التي قامت على جماجم الشعوب عبر الزمن،لانتزاع حقها المغتصب،فما أحوج المسلمين اليوم إلى مبادئ الامام الحسين ع لترجمة فصول تلك الثورة،الزاخرة بالقيم الإنسانية الكبرى ،وتحويلها إلى عمل ملموس وواقعي يغيرمن هذا الواقع المزري والبائس الذي نعيشه كمسلمين بالدرجة الأولى، بعد أن أعيانا التخلف والجهل والتقوقع وراء الشعارات الخاوية والنعرات الطائفية المقيتة التي لم تقدم للأمة الإسلامية ألا الخواء والفقر والذل والعناء، ومزيدا من الفرقة والتباعد.لقد استباحنا الجهل والاستعباد ،وهد قوانا الفساد والإفساد ،ودمرت أوطاننا الشعارات البراقة الكاذبة، وتفشت طفيليات الخطب والتصريحات الرنانة وأدعياء الشعارات السياسية والعقائدية الفارغة من محتواها الحقيقي، حلت علينا اللعنة وابتلينا بالحكام الظالمين الفاسدين، ووحوش المال الحرام والسحت، فسرقت ثرواتنا واستباحت مواردنا ودمرت مدننا، وضيعت آمالنا ورمتنا في متاهات الغربة،دون أن تفكر بمصيرنا ولو للحظة واحدة ،فصدقنا شعاراتها ومنحناها ثقتنا، بعد أن رفعت شعارات الثورة الحسينية الطاهرة، واختبئت وراءها؛ فتبين أن أصحاب الشعارات هم قوم كاذبون فاشلون في كل شيء، وقد حولوا قيم هذه الثورة العظيمة الخالدة، ألى مظاهر لا تداوي جرحا، و شعارات صماء لاحياة فيها سوى لغة الحزن واللطم على الصدور، لا صلة لها مطلقا بقضية الامام الحسين

بدلا من أن تكون دافعا ومحفزا لتغيير الواقع الاليم الذي يعيشه وطننا العراق بقوة السيف وتضحيات الدم، فالعراق الذي تعرض لأشرس أنواع الظلم، على مدى قرون عديدة، دون أن يتغير من الواقع المرير شيئا،ودون أن يلمس المواطن المسحوق أي تغيير في هذا الحال الذي نعيشه بالظلم والتجاوز على الحقوق والحريات العامة مقابل طبقة سياسية حاكمة تتنعم بخيرات الشعب، ولم نجني غير الصراعات الخاوية والخطابات السياسية، التي تحاول تسويق قضية الامام الحسين ع لحساب مصالحهم الحزبية، والشخصية في تجييش الرأي العام طائفيا، وكسب تعاطفهم كما انجر البعض من شخصيات المنابر الدينية المنتفعين،والمأجورين والمنتفعين، او لحساب ميولهم السياسية، على حساب مسؤوليتهم وواجبهم الشرعي والاخلاقي، والتي أصبحت منبرا لتلك الشعارات الفارغة من المضمون الحقيقي والجوهري، في توجيه الرأي العام نحو الفضيلة والحقيقة والمصداقية وقيام ثورة حقيقية، اساسها العدل والسيف لكي تستقيم الأمور وتسترجع الحقوق ،وهنا صار لزاما على المؤمنين والمتصدرين مواقع المسؤولية الدينية والوطنية، في المحافظة على النهج الصحيح والقويم لثورة الإمام الحسين وتقويم سلوكيات وأفكار الناس في تطبيق مبادئ وشعارات الثورة العظيمة على أرض الواقع تطبيقا ثوريا ينسجم مع فكر وثقافة الثورة، وإرساء دعائم الدين ومقارعة الظلم والظالمين على كل المستويات، وتجسيد قيم ومفردات الثورة،بكل اصالتها وتاريخها وتراثها الاسلامي، والانساني، في احياء ثورة الانسان الحقيقية، وكسر كل قيود العبودية، نحو تحرر الإنسان عقليا وسلوكيا، من كافة أشكال الاستعباد الفكري الجهوي، والخروج من الدوائر المغلقة الى فضاءات واسعة لتحقيق اسمى الاهداف النبيلة والانسانية، في منطلقات الثورة الحسينية ،والانطلاق لبناء الانسان والاوطان فكرا وسلوكا، ووفق العقيدة الاسلامية الوحدوية والشمولية الناضجة.

أحدث المقالات