من الصعب جدا أن يتعافى النظام الايراني أبدا من التأثيرات غير العادية للضربة المميتة التي تلقاها بمقتل الارهابي المقبور قاسم سليماني خصوصا وإنه لايمکن له أبدا أن يجد من يمکن أن يخلفه بنفس المواصفات ونفس التأثير لأن الظروف والاوضاع الطارئة والمستجدة على مختلف الاصعدة قد تغيرت تماما، ولذلك فإن المساعي التي بدأها النظام الايراني بإرسال الارهابي اسماعيل قآني قائد قوة القدس الإرهابية وحاول خلال أول زيارة له للعراق من أجل توحيد آراء ومواقف الزمر والجماعات التابعة لنظامه، لاتبدو أبدا إنها قد حققت النتائج المرجوة منها.
هذه الزيارة المشبوهة والمرفوضة جملة وتفصيلا، تأتي في وقت تقوم فيه الميليشيات العميلة لقوة القدس الارهابية بالمضي قدما في مخطط جديد للنظام الايراني لن يفيد العراق والشعب العراقي بشئ سوى المزيد من المصائب والمآسي الجديدة التي ستضاف الى القائمة الطويلة لهذه الميليشيات العميلة، مع ملاحظة إن هذه الزيارة أساسا غير مرحب بها من جانب الشعب العراقي بل وحتى إنها مرفوضة قبل ذلك من جانب الشعب الايراني نفسه، ذلك إنه وفي الوقت الذي ينشغل فيه العالم بالعمل والتعاضد والتعاون والتنسيق من أجل مواجهة وباء کورونا والوقاية منه فإن نظام تصدير الارهاب والتطرف في طهران مشغول بإعادة ترتيب منظومته الارهابية الاجرامية في العراق، وهو في حد ذاته يعکس النوايا المشبوهة والمبيتة للنظام الايراني ضد العراق وإصراره على مواصلة نفس النهج والاسلوب السابق وهنا لايمکن أبدا تجاهل البيان الذي أصدرته اللجنة المنظمة لمظاهرات العراق بمناسبة الزيارة التي قام بها هذا الارهابي للعراق والذي جاء في جانب منه:” دخل الى بغداد المجرم “اسماعيل قاآني” مسؤول فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني الارهابي مع مجموعة ضباط ايرانيين ليلة الثلاثاء الموافق 31/3/2020 واجتماعهم مع ميليشياتهم واحزاب مرتبطة فيهم ليستأنفوا أعمالهم الارهابية في العراق والمنطقة.” وأضافت اللجنة:” يأتي هذا الاجتماع المفصلي المستفز للشعب العراقي للتدخل في شؤون العراق والاستيلاء الكامل على العملية السياسية الحالية والهيمنة المطلقة على الاقتصاد العراقي لصالح النظام الإيراني في وقت يمر العراق بمنعطف خطير وانهيار اقتصادي وتفشي جائحة فيروس كورونا التي صدرتها إيران للعراق والمنطقة الذي كشف انهيار النظام الصحي والفساد المالي الكبير بعد ان بلغت ميزانية وزارة الصحة ما يزيد عن ثلاثين مليار دولار في ال 17 عاما المنصرمة التي سرقتها احزاب السلطة الحالية .”، وبطبيعة الحال فإنه ماقد جاء بهذا البيان يعبر وبحق عن رأي وموقف الشعب العراقي الذي عانى کثيرا من التدخلات السافرة للنظام الايراني ومن الدور المشبوه لأذرعه العميلة في العراق وإن الشعب العراقي صار يعلم يقينا بأن السبيل الوحيد أمامه هو إنهاء هذه التدخلات وحل الاحزاب والميليشيات العميلة التابعة له وإن هذا الامر سوف يتحقق وعن قريب وهنا لابد من التأکيد على إن الارهابي قآني لن يحصد في النتيجة إلا نفس ماجناه المقبور قاسم سليماني.