23 ديسمبر، 2024 3:30 م

لن يحصدوا إلا الخيبة

لن يحصدوا إلا الخيبة

التقرير الخاص الاخير الذي نشرته وكالة “فارس التابعة للحرس الثوري، وأعادت نشره وكالات رسمية أخرى، منها “موقع الدائرة السياسية للحرس الثوري”، حيث إعترفت فيه أن فيلق القدس بقيادة قاسم سليماني، قام بنقل خبراء أمنيين إيرانيين في آذار/مارس 2011 من أجل السيطرة على ما وصفها بأعمال الشغب في شوارع سوريا. وحمل التقرير عنوان “مقاتلون بلا حدود”، وهو الوصف الذي استخدمه المرشد الأعلى للنظام الايراني، خامنئي، مؤخرا لوصف مقاتلي فيلق القدس، وذكر أن العناصر الإيرانية قامت بتدريب قوات الأمن السورية على كيفية السيطرة على المتظاهرين من خلال الأساليب المخابراتية والأمنية، وقد زودتهم بالأسلحة والمعدات اللازمة. وخطورة وأهمية هذا الاعتراف تأتي في وقت يواجه فيه نفوذ النظام الايراني وأذرعه التابعة له في العراق فيه إنتفاضة غير مسبوقة تتواصل منذ 3 أشهر، ومع کل الذي قيل ويقال من معلومات بشأن تدخلات فيلق القدس الارهابي ضد هذه الانتفاضة ولاسيما من حيث توجيهات الهالك قاسم سليماني بشأن المخططات التي أوصى بها من أجل قمع الانتفاضة وأخذه بنظر الاعتبار، فإننا نتساءل؛ إذا ماکان فيلق القدس الارهابي تدخل في سوريا عام 2011 بهذه الصورة فکيف سيکون الحال معه في العراق الذي يکاد أن تکون حکومته مسيرة من قبله؟!
الدور المشبوه والخبيث للنظام الايراني عموما ولفيلق القدس الارهابي خصوصا في بلدان المنطقة ولاسيما في العراق وسوريا واليمن ولبنان، هو دور إنکشفت ملامحه وخطوطه العريضة للملأ وصار العالم يعرف الکثير من الاساليب والطرق القمعية الاجرامية التي مارسها هذا الفيلق ضد شعوب هذه البلدان الاربعة وبشکل خاص العراق، ومن دون شك فإن الفترة الاخيرة التي تلت مقتل الارهابي قاسم سليماني، قد شهدت تصعيدا ملفتا للنظر في مخططات مشبوهة ضد الانتفاضة العراقية والتي تم وضعها في طهران، وخصوصا مهاجمة خيم وتجمعات المنتفضين والقيام بعمليات تصفية وإغتيالات ضد ناشطين في هذه الانتفاضة.
الهجمات والعمليات التصفية والاختطاف وغيرها ضد المنتفضين قد تزامنت أيضا مع مخطط آخر کان الهدف منه إعطاء قوة وزخم أقوى لمخططات فيلق القدس الارهابي والذي تم تنفيذه عن طريق عملائهم وأتباعهم، المخطط الآخر کان ماسمي بالتظاهرة المليونية التي دعا إليها مقتدى الصدر والتي کانت موجهة ضد التواجد الامريکي في العراق، فالنظام الايراني کما يبدو صار يشعر بخوف کبير من هذه الانتفاضة التي تسعى الى نسف وتبديد الاکاذيب والخدع التي تبثها الاحزاب والميليشيات العميلة للنظام الايراني والتي تهدف الى تجميل صورته القبيحة جدا والإيحاء بأنه لايتدخل في الشٶون الداخلية العراقية وإنه يريد مصلحة العراق والشعب العراقي، ولذلك فإنه صار يطالب فيلق القدس والميليشيات والاحزاب العراقية المٶتمرة بأمره بأن يضاعف من مخططاته المشبوهة والسباق مع الزمن من أجل السيطرة على الانتفاضة العراقية وإجهاضها، ولکن والحمدلله يبدو واضحا وبإذن ومشيئة الله تعالى بأن النظام الايراني وفيلق الارهابي ومن تبعهم في العراق لن يحصدون إلا الخيبة.