17 نوفمبر، 2024 5:35 م
Search
Close this search box.

لن ننسى !!

النسيان نعمة وآلية بقائية لتواصل الحياة في المجتمعات وبينها , وبعض المجتمعات عندما تتعرض لخطب ترفع شعار “لن ننسى” , مما يدل على الرغبة في الإنتقام المتواصل , وقد يكون هذا السلوك متوارثا ومقيما عبر الأجيال.
وهو من أخطر التحديات التي تواجهها الشعوب والمجتمعات , خصوصا عندما تكون متجاورة وذات مصالح مشتركة , لأنه سيديم التفاعل السلبي ما بين الأجيال , ويذكرها بما جرى ويطوره ويشحنه عاطفيا وإنفعاليا , حتى لتجد ردود الأفعال ذات قسوة مروعة.
وقد شهدنا ما قام به الصرب في البوسنة , بناءً على تلك العدوانية , التي قادتها وجسدتها إرادة “لن ننسى”.
وفي منطقتنا هناك بعض الدول التي تتوارث مفهوم “لن ننسى” , الذي كلما تقادم إحتقن بالإنفعالات والعواطف السيئة الفتاكة التفاعلات , مما يتسبب بديمومة العداء , وتعزيز سلوك البغضاء والكراهية.
إن الشعوب لكي تعيش في أمن وأمان عليها أن تتناسى , كما فعلت الدول الأوربية التي تحررت من موروثات “لن ننسى” , وإنطلقت لبناء مجتمعاتها بروحية جديدة , وإرادة إنسانية معاصرة ذات منفعة لشعوبها ودولها كافة. فلو أنها تمسكت بشعار “لن ننسى” , لبقيت في حروب دامية وتفاعلات قاسية , ولأنهكت قدراتها بالصراعات الخسرانية الفادحة.
فعلى البشرية أن تتعلم كيف تنسى أو تتناسى , لكي تدوم , فالزمن الذي هي فيه لا يحتمل موقف “لن ننسى” , لأنها إمتلكت من قدرات التدمير الهائل , ما لم يسبق لها أن وضعت يدها عليها , فمن الأفضل أن تغادر هذه المعاقل العدوانية , وتصنع السلام وتبني علاقات الوئام والإحترام المتبادل , وتعترف بقصورها وأخطائها وخطاياها , وتتعلم منها وتتجاوزها إلى غدٍ مشرق سعيد.
فهل لنا أن ننسى ونبدأ طريق الحياة المنير؟!!

أحدث المقالات