23 ديسمبر، 2024 2:15 م

لن اتبع الباطل في استرضاء الزعلان من الحق

لن اتبع الباطل في استرضاء الزعلان من الحق

كسب ود المجتمع من حولنا، دليل نجاح، اذا تحقق بوسائل اقناع مشروعة، اما استرضاؤهم، بالتفافات غير نبيلة، فهو نوع من براجماتية، يقصد من ورائها المنفعة، التي تبدو نجاحا، بطعم الفشل.
فما جدوى ان تربح العالم وتخسر نفسك؟
تساءل السيد المسيح.. عيسى بن مريم.. عليه السلام، في آية انجيلية تهدي المؤمنين، ونتساءل نحن هنا.. في هذا الموضع: ما جدوى ان نؤسس علاقة وارفة الخضار، على ارض نجسة؟ تأسيس خاطئ يفضي الى خطأ.. يبنى على باطل، متماهيا مع الباطل.. مسفرا عن باطل.
ثمة من يتبوأون مواقع متقدمة من ادارة الدولة، يسوسون البلد، من مناصب مسؤولة.. عليا، يتخذونها مطية لتحقيق مآرب شخصية وفئوية، تعود عليهم وبطانتهم بالمال والجاه، هاملين شعب العراق وشعبه، يغرق في مطرة ويعاني عوزا في الكهرباء والصحة والمجاري ونقصا في الثمرات.. خوف مطلق من مستقبل مجهول.
 وبرغم كل هذه المآخذ، يحاجج بهيبة المنصب، وحرمة الدولة، التي توجب عدم مساءلته: اين الناس من برنامج عملك، وهل للشعب هامش من فورة المنافع التي تتمتع بها انت وجماعتك؟
في حين هو ذاته، لم يفِ للمنصب الذي كلفه به وطن، يمتطيه لتحقيق مآرب مهينة.
عند مطالبة مسؤول.. صاحب قرار، بحق الشعب من ثروات وطنه، ومدى وفائه لأداء المنصب، يزعل منتفضا، بادعاء ان السؤال اهانة تدل على كره وحقد…
لا يعنى احد بزعل مثل هؤلاء.. اي الجميع تقريبا، لأنهم يجتمعون حول نديمهم بالباطل، وينفضون من حوله، اذا تكلم بالحق، ما ينتهي بالمرء الى قناعة راسخة، لن يعنيني استرضاء مسؤول، باتباع الباطل، ما دام يزعل من الحق.
النفاق يدنس طهر ثياب المخلصين! فالحق احق ان يتبع، وحري بالباطل الاجتناب؛ لأنه مهلك، مهما ازدهى ظاهره، ولنا بنهاية الطاغية المقبور صدام حسين، موعظة حسنة، وقدوة مثلى، تحث على التوافق بالحق، لتصفية الخلافات النشبة في اجواء الباطل.
ما يوجب على من يتبوأ مسؤولية تمكنه من التحكم بقدر الشعب، الا يدخر وسعا، في ترصين رفاه العراق؛ انه امانة تعظم المنصب الذي تهملون واجباته وتلتزمون مستحقاته باستماتة غير عادلة.
اقول قولي هذا من دون استغفار لكم، لأن الآية القرآنية الكريمة لا تجيز لمؤمن ان يستغفر لكافر، واجيز لكم ان تزعلوا مني بالحق؛ لأنني لن استرضيكم بالباطل.
ازعلوا؛ زعلكم شرف لي… مهما تزعلون.