23 ديسمبر، 2024 1:34 ص

لننصر الحسين بوجه الفساد و الفاسدين

لننصر الحسين بوجه الفساد و الفاسدين

إن التضحيات الكثيرة التي قدمها الحسين ( عليه السلام ) في ثورته الإصلاحية هي بمثابة الشعلة الوقادة في نفوسنا و ضمائرنا يا عراقيون فهي تبعث في قلوبنا و عقولنا معاني الحرية النبيلة ، و تزرع في نفوسنا قيم و مبادئ الأخوة ، و أسس التعايش السلمي ، و تجعلنا في وحدة نسيج اجتماعي قوي البنيان و صادق الأهداف و المغزى ، و بعيدة الرؤى ، و كلها جديرة بأن نقف عندها طويلاً ، و نتدبر في جوهرها النفيس و نعرض أهدافها الإصلاحية التي باتت تشكل مدرسة لكل الأجيال و شعاراً لكل الأحرار في أرجاء المعمورة على واقعنا المأساوي ، وما يجري علينا من أزمات و نكبات ، وكذلك ما حل بعراقنا الجريح من مصائب و انتكاسات في شتى مجالات الحياة ، فأينما نوجه أقلامنا نجد العجب العُجاب في بلد يزخر بكل مقومات الإنسانية و الحياة الحرة الكريمة نجد أننا أمام مسؤوليات كبرى لا تقف عند حدٍ معين ، ومن هذه المنطلقات الإيجابية يتحتم علينا أن نعي جيداً حجم تلك المسؤوليات الملقاة على عاتقنا كي نصل إلى عراقٍ خالٍ من الفساد و الإفساد و الفاسدين ، إلى عراقٍ يسوده الأمن و الأمان و السلم و السلام ، إلى عراقٍ خالٍ من الإرهاب و الارهابين من سُراق و متلاعبين بمقدرات البلاد ، إلى عراقٍ خالٍ من الرذيلة و الانحطاط الأخلاقي ، و التخلف و الجهل العلمي و الفكري ، إلى عراق موحد مستقل خالٍ من الطائفية المقيتة و النزعات و الصراعات الاجتماعية ، و المهاترات السياسية التي لا طائل من وراءها ، وهذا ما سعى إليه الحسين و من قبله الرسل و الأنبياء ( عليهم السلام ) وتلك حقاً من المقدمات السامية و النماذج الحية التي تجعلنا نقف على مفترق طرق ، ونحن نعيش اليوم شهر الحزن و الألم و المصاب العظيم على الإمام الحسين ( عليه السلام ) فيجدر بنا قولاً و فعلاً بأن نكون المصداق المجسد وكما قلنا قولاً و فعلاً لقيم و مبادئ الثورة الحسينية المعطاء و أهدافها النبيلة في بسط أركان العدل و المساواة و قيم الأخلاق الفاضلة ، و نشر معاني التعايش السلمي و بناء مجتمع إسلامي قوي قادر على الوقوف بوجه الفساد و الفاسدين ، حينها نكون حقاً نحن حسينيون قولاً و فعلاً بنصرتنا لعراقنا الجريح المظلوم ، و بناءه بالشكل الصحيح بما يتماشى مع رؤية السماء و منهاجها المستقيم ، ، ولسنا في باب التعريض أو الانتقاص من الشعائر الحسينية فهي أقل ما يقدمه العاشق لمعشوقه المظلوم ، لكن الحسين ليس للطم و الغلو ، و ليس للحزن و البكاء ، و ليس للنحيب و العويل ، و ليس للأكل و المشي و الثريد ؛ بل الحسين مدرسة الإصلاح ، و النهج القويم ، و صرح الإسلام الأصيل ، و أنشودة الحرية ، و ضمير الشرفاء المصلحين ، و رسالة السلم و السلام ، نعم هذا هو الحسين المحمدي العلوي و ليس الحسين لزخارف الدنيا و زينتها الفانية و لنكن المثال الأسمى و الأنموذج الصادق في إرساء مبادئ و أهداف ثورة الحسين إلى العالم اجمع ، و أن نكون حقاً دعاة رسالة إسلامية شريفة ، و رسل سلام ، و حملة لواء العلم و الفكر الرصين بوجه الأفكار الدموية المتطرفة ، و التنظيمات الإرهابية ، و متسلحين بالعلم و المعرفة بوجه أصحاب العقائد الفاسدة و كل الحركات التابعة لتوجهات أعداء ديننا الحنيف و البعيدة عنه كل البعد و المنهج العنصري الطائفي ، فلا مناص يا أبناء بلدي من نهضتنا الإصلاحية بوجه الفساد و الفاسدين إن كنا حقاً حسينيون .