19 ديسمبر، 2024 1:52 ص

لنمنع ولادة الدكتاتورية بطريقة ديمقراطية  ( العراق انموذجا )

لنمنع ولادة الدكتاتورية بطريقة ديمقراطية  ( العراق انموذجا )

بين ( داء قدسية صاحب الكرسي ) عند شريحة من الشعب و( داء الالتصاق بالكرسي  ) عند صاحبه و( خلل دستوري وتشريعي ) تولد الدكتاتورية بطريقة ديمقراطية .

( الحل بوضع تشريعات صارمة وتعديل الدستور وصلاحيات الرئاسات ) .

( نلتمس ضغط اشد واكثر صرامة من المرجعية العليا الرشيدة بهذا الاتجاه ) .

( نحو تداول سلمي سلس للسلطة ومنع ظهور او صناعة الاصنام ) .

 

هنالك امراض اجتماعية متجذرة في المجتمع العراقي ليس من السهل اقتلاعها كتقديس جزء كبير من الشعب لصاحب الكرسي والمنصب ايا كان ( وهج السلطة والسلطان ) على انه المنقذ الاوحد ولايوجد بديل غيره ولم تلد الارحام مثله … فصفق جزء من العراقيون للملك وحاشيته ثم قتلوهم وقطعوا اوصالهم ثم صفقوا لقاسم ثم قتلوه وصفقوا للبعث وصدام وفدوه بانفسهم والغالي والنفيس ثم اشبعوا ثمثاله وصوره ضربا بالاحذية اجلكم الله ولو وقع في ايديهم لقطعوه اربا  وصفقوا لقادة الحكم الحالي الذي اسس الدولة الاولى في الفساد .. وان منهم المنقذ للعراق والمذهب وسنكون في مهب الريح بدونه فكان الفشل في كل شيء… ولو كان ابا سفيان او يزيد او الحجاج في الحكم اليوم لاعادوا انتخابهم باغلبية كبيرة … فيزيد كان يعطي الهباة والهدايا والعطايا ويقتطع الغيطان والاراضي لمن يرضى عنهم ويعطي ملك الري وجرجان لمن يقدم فروض الطاعة والولاء لسيده …وكذلك اليوم والمثل هنا يضرب ولايقاس عليه … المهم تلاقفوها يابني امية …

 

اما داء حب صاحب المنصب لكرسيه والاستقتال للبقاء فيه وتوريثة وتقريب الاقارب ليستاثروا بالملك  ولو احترق العراق بمن فيه فهذا من صفاة الحكم العربي الاسلامي عبر التاريخ . فهذا يقول انا المنتصر بالله وآخر يقول انا المعز لدين الله وآخر يقول انا عبد الله المؤمن وآخر يقول انا القوي الامين وآخر يقول انا مختار العصر وآخر يقول ………الخ .

العلاج هو وضع تشريعات تمنع االدكتاتورية … بتعديل دستوري يحدد صلاحيات الرئاسات وعدم وضعها بيد فرد واحد كما هو الدستور الحالي   … فلابقاء للحاكم الا لفترة محددة وعدم استغلاله لخلل دستوري يجعله يطالب بالبقاء في المنصب لانه حق له دون غيره ونبقى في دائرة مغلقة نتيجة المرضيين آنفي الذكر باستغلال الحاكم والمقربين منه كل مقدرات الدولة  وزهو السلطة في الانتخابات القادمة للفوز بالاغلبية والبقاء في الكرسي كما راينا جليا في الانتخابات الصورية الماضية .

بالتعديل الدستوري والتشريعات وضغط المرجعية العليا الرشيدة بهذا الاتجاه يكون هنالك تداول سلمي سلس للسلطة ونمنع ظهور او صناعة الاصنام .

ولان معظم حكامنا عبر عقود من هذه الاصنام ولانهم لايهمهم الا تسلطهم وتسلط حاشياتهم وبعيدين عن بناء دولة … وجدنا حال العراق مأساوي … فهذه الابيات للشاعر الرصافي قالها قبل اكثر من 80 عام …وكانها احداث اليوم .

 

في كل يــــــوم فتنة ودسيـــــسة           حرب يفــجرها لئيم قـــــــــــاتل

هذا ألعــــــراق سفينة مسروقـة           حــــاقت بـــراكين بـهـا وزلازل

أما قـــتيل شـــــــعــبنا أوهـارب          مــــــــتشرد أوأرمل أوثاكـــــــل

هـــــــذا ألوطن ألجميل مــسالخ           ومـــــدافن وخــرائب ومـــزابل

يتأمرون على ألـــــعراق وأهـله           زمر على وطـن ألابـا تتــطاول

ومتى ألعراق مضى ليرفع رأسه          دارت فؤوس فــوقه ومـــــعاول

مـاأعظم ألوطن ألفخور بحتفــه            متشائم بحياته وبموته متفــــائل

أحدث المقالات

أحدث المقالات