18 ديسمبر، 2024 7:42 م

لنغسل قلوبنا بالمطر‎

لنغسل قلوبنا بالمطر‎

المطر رحمة من الله ولاشماتة فيه ولو عرفتم ان اهل بغداد شكد متونسين والبارحة للصبح يصلون صلاة الاستسقاء بس البعض من اصحاب النفوس الضعيفة يتضايقون من المطر ولاسباب واهية مثل السكف يكوم يخر عليه لو ماء المجاري تطب للمطبخ لو اطوف الدواشك والجراجف بغرفة النوم .. بس ذوله وغيرهم ميعرفون مصلحة البلد .. انت مهما غركت او زلكت او طاح حظك بس انت الرابح .. راح تكلي شلون .. اني اكلك …احنا بهذا المطر راح نملىء السدود والخزانات وراح هذا الماي يملىء الاهوار وراح تزدهر زراعة الحنطة والشعير وفول الصويا والتمن والعنبر والشلب والرز ويعيش السمج والجري حتى الجري اي نعم حتى الجري واحنا اخوة عراقيين سنة وشيعة وهذا الوطن مانبيعه . مو مهم السمج والجري لان هذا موضوع طائفي وحتى لايقال عنا طائفيين ماريد اخوض بية وعيب ومو من مستوانا .. لكن هذوله الي يمسلتون ويحجون على المطر ويدردمون عيب عليهم المطر نعمة وراح تشوفون خيراته بالصيف من نكوم ناكل خيار وطماطة وكل شيء بدلاً مانستورد من ايران وتركيا ومصر والسعودية والاردن والصومال وووو .
هذا المطر راح يخلي عدنه اكتفاء ذاتي مثل الدفاع الذاتي  في مكافحة الارهاب ويعلمنه شلون نتكاتف ونتمنى على البعض ان لايسيس الموضوع بسبب خسائر مادية لمحلاتهم ودكاكينهم وبيوتهم واراضيهم ومواشيهم وحقولهم ومصانعهم وخلي يعرفون مصلحة الوطن فوق كلشي .
المطر رحمة للزرع و السمج والجري  والفطر والچما.. والمطر رحمة على امين العاصمة ورئيس البلدية ومدراء المجاري .. المطر رحمة لكل مدير دائرة بالعراق . راح تغرك دائرته  .. المطر رحمة العقود والمليارات .
 المطر مو بس ماء … المطر دولارات .
المطر سياسة وهتافات ووعود وتحديات . المطر رحمة لاهل الجزامي والمولدات .
 المطر تضحية وفداء مو قطرات على الزجاج وصفنات ..المطر شقاء ونضال مو ميز وكلاصات ومي شعير وعصير تمر وعصير تفاح .
المطر .. مو تشرب نص عرك  وتذكر فلسطين وتباوع على الجام وتكوم تبجي . ومن تصحا تكول كلهم ارهابيين وانتحاريين .. والمطر مو سوالف تخليك تذكر جيفارا وغاندي وماندلا والسيستاني وحسن نصرالله ونبية بري .
المطر رحمة ونعمة مثل باقي خيرات العراق الي ماحصلنا منها بس الموت والفقر والغرق .. المطر همة ورجولة لكي نزرع مو ننتظر تركيا وايران تصدق علينا بالماي .
المطر يعني ارض السواد مو ارض الدم والخوف والخراب والشقاء والبؤس .
المطر يذكرنا بعجزنا ويخلينا لا نخلط الاوراق وننظر للاخرين بعدوانية .. فايران لم تقطع مياة الانهر وانما الانهر انحرفت عن مجرها وتبقى الجمهورية ونعم الجار والاخ والشقيق والصديق ومايثار عن ملوحة بعض الانهر القادمة من ايران هو اتهام باطل فليس لايران علاقة بمسرى قنوات البزل في ايران وانما قنوات البزل اتحدت واصبحت نهراً مالحاً تغير مجراه ومسراه الى العراق بقدرة قادر وليس بفعل ايران .
كل هذا والبعض يتهم الجمهورية الاسلامية بانها تريد تدمير قنوات الري والمياة في العراق . كل هذا والبعض يتهم ايران بانها لاتريد زراعة في العراق وتريد ان تورد زراعتها في كل الفصول والشهور الى العراق .
هذا الكلام الذي نسمعه من بعض من يدعي الوطنية او من الشيفونيين العنصريين ومن بقايا الجاهلية بان هنالك ايادي خفية تمنع الصناعة والزراعة والسياحة في العراق لصالح ايران وتركيا والسعودية …
هولاء ينسبون توقف معامل الطابوق ومعامل الكاشي وبقية الصناعات كونها مرتفعة التكاليف وباهضة في اسعارها بينما اسعار الجمهورية الاسلامية رخيصة وكذلك حال الشقيقة الكبرى تركيا في بقية الصناعات .
كل هذا وذلك والي يريد يبني مهجوم يسكن بيه يرجع بفضل الشقيقة ايران والشقيقة تركيا .ومع هذا نتهم تركيا كما ايران بقطع مياة الانهار وانها تدعم داعش وتستورد نفطها ونفط كردستان  وتورد لها عجلات التويوتا وكافة وسائل الاتصال والقتال  وجعلت من داعش دولة تمدها بكل ما لذ وطاب وجعلتها باقية وتتمدد .
كل هذا وايران وتركيا تبني سدود وتغير انهر ومجاري ومبازل وترقب سقوط المطر . واحنا بلا سدود من عهد الملوك والطواغيت
 ونرقب سقوط المطر كي نغرق بة او يذهب الى البحر .
واحنا ماعدنا من المطر بس قصائد السياب وكفر عريان السيد خلف .
المطر مو بس سوالف واشعار وقصائد وادعية واهات وغيبة وحسرات وكفران ..  المطر لازم يغسل كلوبنا وكلوب اصدقائنا وجيرانا ولانبقى نتهم بعضنا بالعمالة لايران والسعودية وتركيا وروسيا وامريكا والصومال ..
المطر يغسل كلوبنا ويخلينا ما نتهم ايران بالقاعدة والجماعات المسلحة وانما نعرف الحقيقة  .. ان ايران تدعم المقاومة الشريفة في الرمادي والفلوجة ووادي حوران والبصرة والنجف ومدينة الصدر .
المطر لازم يغسل كلوبنا ومايخلينا نعتقد ان كل العبوات الي تنفجر في الرمادي والبصرة وبغداد والموصل ايرانية ولازم نعتقد ان بعض العبوات صناعة رأس كوب وينسبونها لايران مثلما ينسبون ان الزرقاوي جاء من ايران وان عائلة ابن لادن في ايران  . ناس بتلد وتاخذ غيبة على الفاضي .
ومثلما يتهم البعض الجمهورية الاسلامية ظلماً وعدوناً .. يتهم الاخريين مملكة السلام وراعية الدين ومهد الحضارات السعودية العزيزه على القلوب والعقول بأرثها الثقافي والحضاري والانساني عبر التاريخ .
العراقيين يتسابقون في اتهام جيرانهم بمناسبة وبدون مناسبة رغم انهم اكثر الناس شفافية ونبذ للطائفية وبغض للكراهية ودعواتهم الدائمة في جعل العراق ارض محبة والسلام . ويبقى العراقي يظن ان الموت منهم وليس من الله .  بينما يراهن هؤلاء الذين لايغسلون قلوبهم بماء المطر . ان السعودية تكفر العراقيين وان رجال الدين فيها يحرضون على قتل العراقيين وان علمائهم  يتهمون العراقيين بانهم كفار مشركين خالدين في النار وانهم عباد اصنام وقبور وبلا دين .
يتهمون السعودية بانها اكبر راعي في العالم لشراء ذمم السياسيين والصحفين والادباء والشعراء والمثقفين وان بترولها يوزع على الارهاب وشراء الذمم والبنى التحية للمملكة السعودية بالتساوي .
هؤلاء الذين يفترون على مملكة العز يدعون انها تعرقل الامن في العراق وتمد الارهابين بالمال والسلاح والفتوى حتى وصل بالبعض ان يقول .. مامن انتحاري قتل في ارض العراق الا وكان سعودياً او ممول من سعودياً .
يتهمون السعودية مثلما يتهمون ايران ويدعون ظلماً على زعامات العراق السياسية انهم في احضان ايران كما يدعون على الاخرين انهم في احضان السعودية وكأن العراق لايحتضن  السياسيين وان حضن ايران والسعودية دافيء في الشتاء وبارد في الصيف . بينما  لازالوا يعتقدون ان حضن العراق يلقي بهم الى السحل او قعر النهر او ضربة بالراس او موت بالسم .
نعم نحن جميعاً بحاجة ان نغسل قلوبنا بماء المطر لعل الله  يغسل قلوب الايرانيين والسعوديين والاتراك . لعل هذا الغسل يكون نقاء لقلوب مفعمة بالمحبة والسلام .