18 ديسمبر، 2024 9:40 م

لنساعد أبنائنا بالنجاح في مافشلنا فيه

لنساعد أبنائنا بالنجاح في مافشلنا فيه

تتعرض المجتمعات ألتي تتعرض للحروب والظروف غير الطبيعية الى آثار سلبية خطيرة تترك بظلالها الخطيرة والمدمّرة على البلد وعلى النسيج الاجتماعي الموجود فيه,ومن أهم هذه الآثار الخطيرة التي تعرض لها مجتمعنا العراقي هي التعصب الطائفي والقومي والعرقي التي ترسخت كثيراً في نفوس معظم أفراد المجتمع نتيجة لعوامل كثيرة أهمها الأجندات الخارجية والإقليمية ألتي خططت لزرع بذور الفتنة والتفرقة بين أفراد المجتمع العراقي لغرض إضعافه ولتحقيق مآربها ومصالحها السياسية والاقتصادية في المنطقة ولقد ساعدهم ومع الأسف في تنفيذ هذه الأجندات الطبقة السياسية المتمثلة بكتل وأحزاب عراقية معظمها ترتبط بهذه الأجندات بشكل مباشر ولقد نجحت بشكل كبير في مهمتها وكانت النتيجة انتشار هذه الظاهرة الخطير وترسخها في نفوس معظم العراقيين وخاصة الأطفال والشباب الذين هم عماد المستقبل وكما معروف أن الأمور والقيم التي تزرع في نفوس الأطفال منذ نعومة أظفارهم فانها ستترسخ وتتنامى تدريجياً وستكون معالجتها أمراً شبه مستحيل, لذا فالواجب الوطني الصحيح أن ننتبه لخطورة هذا الأمر ونستبق الخطر الكبير قبل وقوعه ونعمل من الآن لتقويض تنامي هذه الظاهرة الخطيرة ومعالجتها مبكراً والتركيز على الأطفال في هذا الجانب من خلال إعادة النظر في جميع المناهج الدراسية التربوية وخاصة لمرحلة الابتدائية والمتوسطة وإدخال مواضيع جديدة تبث المفاهيم النبيلة في حب الوطن ووحدته ووحدة مكوناته وأطيافه جميعاً وشرح مفاهيم السلام والانسانية والتعايش السلمي بين أفراد المجتمع وشرح مدى خطورة ظواهر التفرقة الطائفية والقومية والعرقية ونتائجها المدمرة على البلد وعلى الشعب وتعليمهم كيفية التعايش مع الآخر واحترام كل الأديان والطوائف والقوميات التي تعيش في البلد وأن الجميع لديه نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات, ويجب أن لايكون تدريس هذه المواضيع بشكل مزاجي وغير مركز بل يجب التركيز عليها بشكل مكثف ومكرر وتضمين أسئلة الامتحانات النهائية بهذه المواضيع بحيث يتم تعزيز هذه القيم الانسانية النبيلة في نفوس الأطفال وتنقية أفكارهم البريئة من كل ماعلق بها من أفكار مريضة ونزعات تطرفية وطائفية وعرقية تشق وحدة صف المجتمع وتبث الأحقاد والكراهية .
هذه دعوة صادقة الى الحكومة والبرلمان ووزارة التربية والى الجميع لتحقيق هذه الخطوة إذا ما أردنا لبلدنا وأبنائنا مستقبلاً آمناً خالياً من الحروب والتأثيرات المريضة التي تم زرعها في مجتمعنا ولكي نساعد أبنائنا من خلال هذه الخطوة لأخذ دورهم في زرع الأمل ولبناء مستقبل مشرق وأنا على يقين بأن أبنائنا سينجحون في مافشلنا نحن فيه.