18 ديسمبر، 2024 6:26 م

1 ــ لنحترم الحقيقة, حتى ولو كانت مرة, كالشأن العراقي مثلاً, وطن مستباح, دولة مثقوبة ومجتمع مخترق, والشعب معاق بعملاء امريكا وايران, وحثالات باعت شرفها للجوار, المليشيات المسلحة, بالسلطات والمال والأعلام, كل يوم تعيد وأد الوطنية العراقية, هناك من جعل العراق, مذهباً على هامشه وطن, وليس وطن فيه اديان ومذاهب وقوميات, واجب عليها ان تحترم العراق, لكن بعضها قد تغولت عليه, وتمردت الهويات الفرعية, لتدفع بالهوية الوطنية, الى نعش نهايتها, فتخلت بغداد عن دورها, عاصمة للعراق, مهانة في وكر اخضر, للصوص وقطاع الطرق.

2 ــ بغداد الدنيا, منقبة بالمزابل, تركت ادوارها التاريخية والحضارية, لمحافظات اخرى خلف جداريات, طائفية وقومية ومناطقية احياناً, على المجتمع العراقي, بطليعته الشبابية, ان يخرج من كلس إذلاله وهدر الكرامة, فالتضحية خير من اندثار العاصمة, والمسح الوجودي للأنسان, وليس امام بنات وابناء العراق, الا ان يتغيروا ليغيروا, ان يتحرروا من جهلهم وفقرهم, ثم يستعيدوا وعيهم كاملاً, ليتمردوا على واقعهم, احتراماً لحقيقتهم وحقهم في الوجود, ومن لا يدافع عن حقه, سوف لن تحترمه الأرض.

3 ــ ما ورثناه, من حزن اجدادنا الكربلائي, الصدق والبساطة ونبل العواطف, الآن ونحن نخضع, لسلطة الأغلبية الشيعية, بكل اشكال فسادها وارهابها, افتعلت احط اشكال النشاطات الطائفية, التي فصلت الأنسان العراقي, عن حقه في الحياة الكريمة, يرافقها ظاهرة التسول الجماعي, وإطعام الجياع من لحمهم, حالات استحقار, لا تنسجم وحميد التقاليد العراقية, المواطن له حق مشروع بثرواته الوطنية, ولا يقبل استجدائها من شلل اللصوص, تلك الحالة المهينة, يجب رفضها والتمرد عليها, والغريب في الأمر, ان اصحاب العطايا, اغلبهم غرباء او ضيوف, تألهوا بالمظاهر والألقاب, وغرسوا انفسهم حول اضرحة اهل البيت (ع) ثم صادروها, كسلطات فوق الدولة والمجتمع.

4 ــ سألني احدهم, هل انت عراقي, اجبت بنعم, هل انت شيعي ام سني؟ وما الفرق سألت, الفرق ان الأثنين لا يحبون بعضهما, لكني لا اكره احداً اجبته, والناس لا تكره بعضها, انها لعنة الفتنة, تمارسها المراجع (العظام!!), كتبوا لهم ولنا تاريخاً, من خارج الحقيقة, فجاء مشوهاً, زائفاً وكاذباً في اغلب الأحيان, ملوثاً بالشعوذات والتخريف, وكل من يصدق, اما جاهل او متجاهل, حتى الله غير مسؤول, عما يرتكبه وسطاءه, في اشعال الفتن وتمزيق الأمة, انا وانت يا صديقي, عراقيون في الأنتماء والولاء ومشتركات الهوية الوطنية, كن ما تشاء وفكر بما تشاء, ولا تنسى انك عراقي, كما انا والأخرون.