23 ديسمبر، 2024 9:32 م

لنجعل منابرنا الاعلامية خارج قبضة التشدد !!

لنجعل منابرنا الاعلامية خارج قبضة التشدد !!

يبدو ان  بعض  وسائل الاعلام  قد دخلت في لعبة السياسة بشراهة وتناست رسالتها التنويرية في ايصال الحقائق للرأي العام ، وبالتالي اصبحت اداة سياسية وليست اعلامية . والمتابع ان السياسة استخدمت اساليب التضليل والترغيب في جر وسائل الاعلام الى فلكها الدائر باعتبارها فن الممكن  فكانت النتيجة تكيف الاعلام معها وتنفيذ اجنداتها ، فأضحىت وسائل الاعلام كالحمار يحمل اسفارا .ولو اجرينا مقارنة ميدانية بين الاعلام والسياسة لوجدنا ان السياسة اضعف قدرة وامكانية في بلورة فكر الرأي العام والتأثير عليه لولا تدخل السياسين والحكومات في تسخير الامكانيات المادية الكبيرة لها كي تكون فاعلة وبالتالي ستتجه بوصلة الاعلام باتجاه رأس المال ، والسياسة  هي من تدفع المال . والاعلام عولمة جديدة لم نألفها ومرحلة من مراحل تطور الحضارة الانسانية ، والسياسة مكائد وغدر ومصالح ، الاعلام وسيلة حضارية متطورة ومتجددة ، والسياسة اداة قديمة يمارسها السلاطين والحكام للسيطرة على البلاد والعباد ، الاعلام ثقافة عالمية لتنوع مصادره  ، والسياسة حرفة  مصدرها ومنبعها واحد . امام هذا الفرق بينهما نجد تفوق السياسة بالاموال التي تمتلكها والسطوة التي تحملها ، اذاً  كيف يستطيع الاعلام تحصين مؤوسساته منها ؟ . نعتقد ان الاعلام لا يكون في مأمن من السياسة طالما بحاجته الى المال لتغطية نشاطاته وفعالياته ، وهذا لا يعني عدم وجود وسائل اعلام مستقلة توجه السياسة وتسدي لها النصح والمشورة وليس العكس . في حين نرى من انغمس في السياسة واجتهد في اتباع اساليبها الملتوية بات من اكثر الوسائل تشدداً واحكم على نفسه بالانتحار مع سبق الاصرار. وآلا ما هو تفسير من يدعو ويسمح للتشدد والتطرف اعتلاء منابر الاعلام والتحدث بما يحلو لها ؟  ، انها النكوص والوقوع في دهاليزها المظلمة . وازاء ذلك تجرأ التشدد والتطرف طرق  ابوابنا مُقنعاً ليدخل علينا بعدما كان يحاول الدخول من شبابيكنا المغلقة ، انها وقفة وتأمل جراء ما يحدث ، والسؤال المطروح هل ان السياسة  بادواتها سبباً من اسباب التشدد والتطرف ام ان الاعلام حاديها وناعقها ؟ في عصرتغيبت فيه الحقائق والرؤى .