18 ديسمبر، 2024 9:37 م

لنتوحد بالتحلي بالأخلاق الفاضلة النبوية

لنتوحد بالتحلي بالأخلاق الفاضلة النبوية

تعتبر قضية الوحدة والتوحد من أبرز النعم الالهية التي أفاض الله تبارك وتعالى بها على البشرية، ومن أقدس أهداف الرسالات السماوية، ومن أنبل مخاضات القيم الاخلاقية والمبادئ الانسانية، فهي ضرورة فطرية شرعية عقلية أخلاقية إنسانية حضارية، وتشكل العمود الفقري لمقومات المجتمع والوطن، فعندما تكون الوحدة هي القالب الذي تنصهر فيه المجتمعات وتنطلق منه في حركتها ومسيرتها فأنها ستكون من الشعوب الرائدة والمتقدمة والمزدهرة والمتنعمة، بخلاف التشتت والتمزق والتشظي والاختلاف والتفرقة ونظائرها…

ثمة أسباب كثيرة من صناعة البشر لسنا بصدد بيانها ومناقشتها أنتجت مظاهر الاختلاف الذي أدى الى الخلاف والفرقة والتشذرم والتمزق وصولا الى الصراع والاقتتال، سواء أكان على مستوى الشعب الواحد، أو الأمة الواحدة، أو على مستوى البشرية جمعاء، والتي تغذيها أطراف تعتاش على نيران الفرقة واثارة الخلافات والنزعات وفي طليعتها أئمة التكفير المارق، فراحت تلك المكونات والتلونات والاطياف الوغول في جحيم نفق الفرقة ومخلفاته المهلكة تاركة ومتجاهلة نعيم الثوابت والمشتركات التي تجمعها وتقويها وتعزها وتسعدها.

من أبرز وأقدس الثوابت والمشتركات الجامعة التي تتمتع بها الأمة الإسلامية خصوصا هو نبينا محمد -صلى الله عليه واله وسلم-، بل يمكن القول أنَّ محمدًا يمثل أقدس المشتركات والثوابت التي تجتمع عليها البشرية لأنه على مستوى الاديان التي نادت بالوحدة يمثل خاتم الانبياء والمرسلين، وعلى مستوى البشرية عموما فيمثل قمة هرم القيم الاخلاقية والمبادئ الانسانية التي نادت بها كل الايديولوجيات التي تؤمن بالعدالة وصيانة وتحرير الانسان.

فحمد المشترك الأقدس والجامع الأكمل يعني الوحدة والتوحيد حول منظومة الأخلاق الفاضلة التي كان محمد أميرها (وأنك لعلى خلق عظيم)، ومحمد المشترك الأقدس والجامع الأكمل يعني الوحدة حول المبادئ الانسانية التي جسَّدها ونادى بها وضحى من أجلها محمد…

محمد المشترك الأقدس والجامع الأكمل يمثل المائز الحقيقي بين الدين الالهي التوحيدي الوحدوي وبين الدين (اللادين) التمزيقي التشتيتي الذي صنعه أئمة التكفير والفرقة المارقة…

هذه هي رؤية ونداء وهدف رسالات السماء والأنبياء والمصلحين وقد أحياها وجسدها ونادى اليها مجددا الاستاذ الصرخي فقال: « لنتوحد بالتحلي بالاخلاق الفاضلة النبوية الرسالية، لنصدق و نصدق بالقول و الفعل لبيك يا رسول الله، لبيك يا حبيب الله، لبيك يا رحمة الله، لبيك لبيك لبيك يا أشرف الخلق لبيك»، انتهى المقتبس.

الامة اليوم- وهي تعيش ذكرى الولادة العطرة لنبينا الأنور- بأمس الحاجة الى العودة الى محمد المشترك الاقدس والجامع الاكمل بعد أنْ تخرج من نفق الفرقة والتمزق الذي أنهكها وأذلها ومزقها وقهقرها الى عصور ما قبل الجاهلية الظلماء، بل أدخلها في جاهلية عمياء أقبح وأبشع وأشرس من تلك الجاهلية لأن جاهلية اليوم بلباس الدين، فمحمد يوحد الأمة يجمعها لأنه مصدر لكل القيم والمبادئ السامية، والوحدة والتوحد هدفه وهدف كل الأنبياء والمرسلين والأولياء والمصلحين، وبذلك تكون الأمة قائدة ورائدة ورحمة للبشرية كما أن نبيها رحمة للعالمين، وليس نقمة كما أراد لها أن تكون كذلك أئمة الفكر التكفيري الاقصائي القمعي المارق الذي يعتاش عليه الارهاب الذي تلبس بلباس الدين والدين منه براء.