23 ديسمبر، 2024 2:07 م

لنتفاءل بعودة العسكري والمجيد .. وسعدون !

لنتفاءل بعودة العسكري والمجيد .. وسعدون !

عاد الرجال الأقوياء الى واجهة الصورة ، وكنت مثل كثير من العراقيين اعتقدت انهم اعلنوا انسحابهم من الحياة السياسية بسبب ما سببوه من كوارث لهذه البلاد ، لكن هذه البلاد التي مرّ عليها الكثير من قصص المآسي والمهازل ، وازدهرت فيها خلال السنوات الماضية تجارة الأبطال المزيّفين ، كان لابد ان تكون احد فصول المهزل فيها ما شاهدناه أمس في الصورة التي بثها مكتب السيد نائب رئيس الوزراء نوري المالكي وهو يجري مباحثاته مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ، لنكتشف ” ويالسعدتنا ” ان سامي العسكري ومعه ياسين المجيد عادا الى واجهة الاحداث وهما يفاوضان السيد لافروف حول ضرورة تشكيل حكومة اغلبية في العراق يشرف عليها السيد بوتين ، ومع هذا الخبر هناك دعوة مجانية للتفاؤل، اطلقها اتحاد القوى وهو يضع السيد سعدون الدليمي على راس كتلته النيابية في البرلمان ، وكنت اتوهم ان السيد الدليمي توارى عن الانظار بعد فضيحة سقوط الموصل ، وأرجو أن تنتبهوا معي ..السيد نائب رئيس الجمهورية اخبرنا انه ذاهب الى موسكو بصفة رسمية مع وفد رسمي ليجري مباحثات رسمية ، فاذا بنا نكتشف ان الرسمية تحولت الى حزبية ، وان الوفد يمثل حزب الدعوة جناح السيد المالكي حصراً ، وأتمنى عليك ثانية أن تنتبه إلى أن ان السيد لافروف جلس مع المالكي بصفته وزير خارجية ومعه وفدا رسميا يمثل الدبلوماسية الروسية ،.

ننسى ونحن نتابع أحداث المأساة العراقية ، أن في هذه البلاد أسماء تبهج النفس ، مثل السيد عدنان الاسدي الذي أعلى شأن الامن والامان في العراق فلابد ان يحاور الروس عن آمن موسكو .

فعلا، تدفعنا صورة وفد السيد المالكي اليوم إلى التفاؤل، ليس لأن من ينظر اليها سيكتشف ان وجودهم يؤشر على ” تعافي ” الحياة السياسية في العراق !! وإنما لأن ظهورهم في هذا الوقت بالذات ومعهم البطل المغوار سعدون الدليمي ، وحده سبباً للتفاؤل، باقتراب مرحلة الانهيارات الكبيرة في الاحزاب السياسية التي قادت هذه البلاد الى حالة البؤس والخراب ، ولكم في المجلس الاعلى أسوة حسنة !.

يقول سامي العسكري : ” الخيار الصحيح هو المضي باتجاه حكومة أكغلبية ومسنودة من كتلة برلمانية كبيرة تدعمها ” . شخصياً، أتفاءل بكل ما يقوله سامي العسكري او ياسين المجيد ومعهم خلف عبد الصمد ، بصرف النظر عن أن هذه الخطب محشوّة بأوهامٍ مكاذبة لاستدراج المواطن البسيط إلى الأمل الكاذب، ذلك أن التاريخ ينبئنا بأننا عشنا مع حكومة اغلبية يقودها المالكي ويمسك بكل مفاصلها ، مع جيش من المستشارين كان ياسين المجيد على راسهم ، وعلى الميمنة سامي العسكري وعلى الميسرة حسن السنيد ، مع جوقة من المنادين من امثال جمال الكربولي وعباس البياتي وحنان الفتلاوي وحميد الهايس بعد ان تسلم الراية من علي حاتم السليمان ، وعالية نصيف والبطيخ والصيهود والخبيرة مريم الريس وعشرات من باعة الخراب ، الذين كرسوا لقاعدة البقاء للانتهازي والفاشل وعديم الكفاءة والمتلوِّن . ،

هذه دعوة للتفاؤل بصورة السيد المالكي في موسكو ، وفي انتظار ترجمتها لخراب سياسي .