وُلد عليّ بن الحسين عليه السلام، في سنة ثمانٍ وثلاثين، وقبض في سنة خمس وتسعين وله سبع وخمسون سنة، وأٌمه سلامة بنت يزدجرد بن شيرويه بن كسرى أَبرويز وكان يزدجرد آخر ملوك الفرس.عن أبي جعفر عليه السلام قال:لمّا أُقدمت بنت يزدجرد على عمر، أشرف لها عذارى المدينة وأشرق المسجد بضوئها لمّا دخلته، فلمّا نظر إليها عمر غطّت وجهها وقالت:(أفّ بيروج بادا هرمز)فقال عمر:أتشتمني هذه؟ وهم بها، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام:ليس ذلك لك، خيّرها رجلاً من المسلمين واحسبها بفيئه، فخيّرها فجاءت حتى وضعت يدها على رأس الحسين عليه السلام، فقال لها أمير المؤمنين:ما أسمك؟ فقالت:جهان شاه، فقال لها أمير المؤمنين عليه السلام:بل شهربانويه، ثم قال الحسين:يا أبا عبدالله لتلدنّ لك منها خير أهل الأرض، فولدت علي بن الحسين عليه السلام، وكان يقال لعلي بن الحسين عليه السلام:ابن الخيرتين فخيرة الله من العرب هاشم ومن العجم فارس.كان الإمام علي بن الحسين عليهما السلام، يخرج في الليلة الظّلماء فيحمل الجراب فيه الصّرر من الدنانير والدراهم حتى يأتي بابا بابا فيقرعه ثم ينيل من يخرج إليه، فلمّا مات علي بن الحسين عليهما السلام فقدوا ذلك، فعلموا أن علياً عليه السلام كان يفعله.كان عليه السلام، يأبى أن يواكل أمّه، فقيل له:يا بن رسول الله، أنت أبّر الناس، وأوصلهم للرحم، فكيف لا تؤاكل أمّك؟فقال:(إني كرهت أن تسبق يدي إلى ما سبقت عينها إليه)!من مواعظه عليه السلام، قال:(يغفر الله للمؤمنين كلّ ذنب ويطهر منه في الآخرة ما خلا ذنبين:ترك التقية، وتضييع حقوق الإخوان).يعقّب الشيخ القمي”ره” على هذا قول الإمام عليه السلام، فيقول: لا يخفى أنّ الإمام عليه السلام، يعدّ ترك التقية في هذا من الكبائر التي لا تقبل المغفرة، ومن ذلك فإن ترك التقية كثيراً ما يورث المفاسد العظيمة التي تصيب الدين والمذهب بأشد الضربات، فتسيل الدماء، وتذرّ الفتن بقرنها، فتستبد قلوب المخالفين على العناد واللجاج، وتثبت وتستّمر في الغيّ والجهالة؛ ففي هذا الحكم عين الحكمة، وكذلك ففي تضييع حقوق الناس دليل على الخروج عن مدارج العدل، والدخول في متاهات الظلم، ويقود إلى النتائج نفسها.
أقول أنا:فليتأمل اليوم قادة الشيعة السياسيين في قول الشيخ القميّ!
المصادر:الكافي للكليني، ومنتهى الآمال للقميّ، رضوان الله تعالى عليهما.