18 ديسمبر، 2024 5:22 م

لنتعلم من أكاديمية المقاومة الفلسطينية!

لنتعلم من أكاديمية المقاومة الفلسطينية!

منذ السابع من تشرين الثاني/ أكتوبر 2023 وحتى اللحظة والعالم بأكمله يقف على قدم واحدة بعد أن قَلَبت المقاومة الفلسطينية الطاولة على الجميع، بعد عملية (طوفان الأقصى) النوعية!
وقد وضعت المقاومة الفلسطينية العالم، حُكاما ومحكومين، على المحك، وأظهرت معادن ومواقف الدول والجماعات والكيانات والأفراد، وكشفت وجوه الحاقدين، وبَرَّزت مواقف المناصرين للإنسان، ولقضايا العدالة والحقوق بعيدا الدين والفكر والجغرافيا!
والمقاومة الفلسطينية المُسْتَميتة لقْنت الصهاينة مئات الدروس في الصبر والصمود وفنون القتال الأرضية والجوية والبحرية.
ولا ننسى هنا الدور الخبيث الذي لعبته بعض وسائل الإعلام الأجنبية وغيرها في تسليط الضوء على جزء من المعارك وبما يخدم العدو الصهيوني ويُشوّه صورة المقاومة، وبالمحصلة فإن هذه الكيانات الإعلامية “السقيمة” تَهدم نفسها وتحطم ثقة المتلقي بأخبارها ومواقفها!
ومن أبرز أدلة الهزيمة العسكرية والإعلامية للصهاينة وأنصارهم محاولتهم “دعشنة” المقاومة والادّعاء بأنهم “قطعوا رؤوس الأطفال الصهاينة”، كما زعم الرئيس جو بايدن، ولكن واشنطن عادت وتراجعت عن اتّهاماتها الباطلة!
ولا يمكننا كذلك تجاوز الدور الشعبي لدول العالم بما فيها تلك المتعاطفة مع “إسرائيل”، وهذا الدور هو الذي دفع الدول الغربية للتخفيف من لهجتها الحاقدة على الغزاويين، ودعوتهم لحكومة “إسرائيل” بعدم استهداف المدنيين في غزة.
ومع الدروس السابقة يمكننا أن نتعلّم من المقاومة الفلسطينية:
– لا يوجد في عالم المقاومة قوة يمكنها أن تقف أمام إرادة الشعوب، وما جرى في غزة خارج كافّة المقاييس المادّية العقلية والاستراتيجية، وهي ضربة رجال في التوقيت الصحيح.
– الحقوق لا تسقط بالتقادم.
– الصبر والعلم والتلاحم والتسامي على الخلافات من أبرز عوامل القوة والنصر.
– القراءة الذكية والدقيقة لميادين العدوّ العسكرية والبشرية والتكنلوجية والسعي لتطوير قدرات المقاومة الذاتية لمواجهة قوة العدو، ولا يمكن الظفر بالعدو إلا بمعرفة قدراته المتنوعة!
ويبدو أن حسابات المقاومة الفلسطينية كانت دقيقة هذه المرة لدرجة أذهلت العدو والقوى المناصرة له!
– حروب الإبادة لا تَهْزم الشعوب بل تزيد من إصرارها ومقاومتها.
والأمر المؤكد بحُكم التجارب السابقة فإن “سياسة” العقاب الصهيوني الجماعي للغزاويين لا يمكن أن تُضْعف أو تقضي على مقاومة الاحتلال.
– لاحظنا أن المقاومة، ورغم كل التحديات والتضحيات، تمتلك العديد من أوراق الضغط الميدانية والدبلوماسية، ومنها الصواريخ البعيدة المدى والأسرى والرهائن من جنسيات “إسرائيلية” وأمريكية وغيرهما، والتي أربكت قادة الصهاينة، وأجبرتهم على التفكير مطولا قبل الإقدام على الهجوم البرّي الذي تُهدد به!
– رغم القوة النارية الصهيونية الوحشية فإن الفلسطينيين كانوا يتجولون في شوارع غزة وكأنهم يقولون للصهاينة نحن نحاربكم بأسلحتنا، وثباتنا ببلداتنا!
– تابعنا تحدي شباب غزة وشيوخها وصمودهم بأماكن القصف والمستشفيات للظفر بالنصر أو الشهادة!
– لعبت المرأة الدور الأبرز في المقاومة الداخلية وأثبتت قدرتها على التعالي على الجراح والآلام.
فهل مثل هؤلاء يعرفون الهزيمة أو يمكن أن يستسلموا، وهم الذين يناضلون بلا ملل ولا كلل؟
– السلام العادل لا يكون بالخنوع والذلّ بل بالتضحيات والنّدْيّة القائمة على الثقة بالنفس والقدرات الذاتية!
إن الشعوب التي لا تتعلم من أكاديمية المقاومة الفلسطينية هي إما شعوب لهم أعين لا يبصرون بها، أو أنهم فضلوا وضع رؤوسهم في ظلمات التخاذل والهزيمة.
لقد برهنت المقاومة الفلسطينية أنها عصية على الاستسلام، وأنها مدرسة في الإيمان بالنصر الرباني لقضيتهم، مع يقين ثابت بقدراتهم وبأن العدو آيل للهزيمة مهما كانت قدراته، وأنه ليس أهلا للثقة والتفاوض، وهذه بعض عوامل النصر القريب والمؤكد لرجال فلسطين!
dr_jasemj67@