لم أستطيع تقدير حجم فرحتي العارمة وأنا أشاهد طرد وزير التعليم العالي حسين الشهرستاني من جامعة المثنى بعد أن تناقلت مواقع وصفحات التواصل الأجتماعي وبعدها ظهور أشرطة فيديو تعرض طلبة جامعة المثنى وهم يطردون الشهرستاني من الحرم الجامعي ووصفه بالفاشل فيما ظهرت في الصور مجموعة من الطلبة وهم يستقبلونه برفع الأحذية بوجهه.وبالتأكيد كان يدور في بال السيد الشهرستاني قبل وصوله الى الجامعة انه سيجد الطلبة والأساتذة ينتظرونه بالورود وإلتقاط الصور التذكارية معه ولكن كم كانت الصدمة قوية حينما طرد من قبل هؤلاء الطلبة الذين يستحقون أن ننحني لتحيتهم. انهم فتية صغار في مقتبل العمر وقفوا بوجه وزير ينتمي لأكبر كتلة سياسية لم يكن وزيرا بل آفة من آفات دولة الفساد التي نخرت جسد العراق وسرقت أمواله وهربتها الى خارج البلد ليعلن العراق إفلاسه وتحاول وزيرة الصحة(عديله) إنقاذه بإستحصال مبالغ عن مراجعة الدوائر الصحية وتقديم خدمات الأشعة والسونار والمفراس وزيارة المرضى وشراء الباص وإستلام شهادة الوفاة.هل كان الشهرستاني يستحق أن يستقبل بهذا الأستقبال اللاهب الشتائم والطرد وإسماعه كلمات التأكيد إنه فاشل؟؟ نعم إنه يستحق وكل الكابينة الوزارية في حكومة الفشل في الثمان سنوات (المالكية) والسنتين (العبادية) الأخيرتين هم وزراء فاشلون وحكومة فاشلة وهم لايستحقون من الشعب سوى الضرب بـ(الجزم) كما يقول الأشقاء المصريون.أنا أتعجب منكم يا رؤساء الكتل والأحزاب والتيارات والقوائم الفاشلة كيف تظهرون على شاشات التلفزيون تبررون فشلكم وتدافعون عن فاسديكم وتصرحون إنكم ضد الفساد وتقولون نحن مع الأصلاح ولم أرى على محيا أي منكم الخجل أو قطرة حياء. وأتعجب أيضا من الكثير ممن ينتمون لهذه الأحزاب والكتل الفاسدة وهم يتبجحون ويتباهون بأنهم ينتمون إليها وهي الغارقة بالفساد ويديرونها عدد من أشرس اللصوص الذين عرفهم تاريخ العراق.وهم أيضا كأولياء نعمهم يريدون الأصلاح ويريدون أن يقضو على الفساد وهم من الداعمين للفساد والمفسدين.والكل يتذكر أو شاهد الفيلم المصري (السفارة في العمارة) حين أحضر الممثل عادل إمام إحدى العاهرات الى شقته المجاورة للسفارة الأسرائلية وحدث ماحدث ليلتها وبعد أن علمت إن الشقة التي دخلتها وقضت ليلتها فيها هي مجاورة للسفارة الأسرائيلية قامت برمي مبلغ ثمن ليلتها بوجه عادل إمام ووبخته لأنه لم يعلمها إنه يسكن بجوار السفارة الأسرائيلية وقالت له بالحرف الواحد إنك لاتستحق أن تسمى مصري …وإن كان هذا فيلما مبالغا فيه ولكن بتصوري إنها رسالة ان هذه العاهرة كانت تملك شيئا من الوطنية إتجاه وطنها وإن كانت عاهرة . على عكس الذين نراهم اليوم من الفاسدين والسراق وخائني الأمانة ومبددي ثروة الوطن الذين لايستحقون أن يسمو عراقيون..وأتسائل وأحتاج الى الجواب الشافي من بتصوركم أشرف؟.. هذه العاهرة ؟ أم من يسرق البلد ويهرب أمواله الى الخارج ويخون الأمانة ويدافع عن الفساد والفاسدين؟لقد خرجوا وطردوا الوزير وفاءا للوطن وفاءا للشهداء الذين سقطو في سبايكر وفي جميع مدن العراق وفاءا منهم لرجال الحشد الشعبي الذين يضحون بدمائهم وأرواحهم والمسؤولين والوزراء والساسة ينعمون بالراحة والنوم في العسل لقد طردوا الوزيروفاءا لتربة هذا الوطن.شكرا لطلبة جامعة المثنى اللذين علمونا درسا بالوطنية الحقة لأن الوطنية ليست تصريحات على شاشات التلفاز ومحاربة الفساد في العلن ونصرته في السر بل الوطنية هي الوقوف بوجه الباطل والفساد وإعلان عن حرب حقيقية ضد الفاشلين والفاسدين .. لكم ملايين التحايا إخوتي طلبة جامعة المثنى وأصفق لكم بقلبي قبل يدي وأقول لكم .. إن يومهم لقريب.