22 نوفمبر، 2024 11:47 م
Search
Close this search box.

لنا في كل دبكة طبال

ما اجملها الديمقراطية في العراق وخاصة انها بنيت على نوع خاص تختلف عن كل الأنظمة الديمقراطية الموجودة في العالم ومع كل اربع سنوات تحصل فيها انتخابات تشريعية يظهر العراقيين بتصريحاتهم الرنانة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض… بين المدح والقدح…بين النصيحة والفضيحة.. بين من يأكل ومن لا يأكل… بين من شبع ومن بقي جائعا… وكلٌ يدلي بدلوه تجاه من يريد…
ومع نهاية اليوم الانتخابي واعلان النتائج الذي تعودنا على تأخيرها دوما يظهر اسماء الفائزون ويبدا التطبيل من جديد ففلان من الأخوة النواب هو اهلا لها وهو من يستحق وهو فعلا اخذ استحقاقه الانتخابي..
اما الخاسر فتجد جمهوره يذهبون الى الكلام الاخر ويطعنون بنزاهة الانتخابات وتجدهم في كل المجالس وافواههم تقول ان العملية الانتخابية بأكملها عملية مزوره. هكذا تعودنا في بلاد الرافدين وما ان تنتهي فترة الانتخابات ويتم تشكيل مجلس النواب حتى تبدا المرحلة الثانية والتي هي اكثر صعوبة من الاولى وهو تشكيل الحكومة وهنا تبدا الاختلافات ليس بين الجمهور والمرشح هذه المرة وليس بين من واعد وابتعد وانما من اجل تحقيق المكاسب الخاصة فالقصعة ثمينةً جدا وفيها من الدسومة الكثير وتستحق الاقتتال من اجلها فتبدأ معارك المطالبة بشدة في الاروقة السياسية بين الكتل والاحزاب نفسها فكل كتلة تريد ان يكون لها الحصة الاكبر في الحكومة وتبدا المشاكل منذ اللحظات الاولى عند انتخاب رئيس مجلس النواب والذي حددته الديمقراطية العراقية بان يكون عربي سني ثم بعدها يتوجهون الى انتخاب رئيس الجمهورية والذي ايضا تم تحديده بان يكون من القومية الكردية وربما احيانا هذان المنصبان يمرران ببعض السلالة وليس بالصعوبة الكبرى.. ليبدا بعدها الامر الاكثر اهمية وهو منصب رئيس الحكومة الذي هو يعتبر اهم مركز في الدولة وهو صاحب القرار الاول والاخير في قيادة هذا البلد وهنا تبدا المشاكل بين مجلس القضاء وبين الاحزاب والكتل الاخرى خاصة وان الديمقراطية الأمريكية حددت ان يكون رئيس الوزراء من العرب الشيعة وهنا يدخل القضاء ليقول كلمته بان رئيس الوزراء يجب ان يكون من الكتلة الاكبر ولحد هذه اللحظة لم نعرف من هي الكتلة الاكبر ولكننا عرفنا من هي الكتلة الاقوى والتي دوما هي من يتحكم بمنصب رئيس الوزراء..
وبعد تكليف رئيس الوزراء تبدا معضلة تشكيل مجلس الوزراء الجديد لتعود عملية الاختيار الى بدايتها وكل السادة النواب مع كتلهم يرغبون بوزارة تمثلهم في الحكومة الجديدة…
يبدأ رئيس الوزراء المكلف في اختيار وكما يقولون من هو الاصلح او ربما من هو الاقوى كتلةً او حزبا..
اليوم وصلنا الى هذه المرحلة الأخيرة في العراق وهو تشكيل الحكومة التي من المؤمل ان تقرر بعد ساعات وما لاحظته ومنذ يومين من القراء الكرام تصريحات كثيره بين ناقدين ومؤيدين وبين من يعرف ومن لا يعرف وهنا سؤالي الذي دوما اساله ماذا تستفاد انت ايها المواطن البسيط لو فرضا اصبح فلان وزير وانت تعرفه جيدا عندما كان عضو في مجلس النواب لم يحرك ساكنا بل وربما اغلب معارفه واقاربه وصلوا معه الى حد الخصومة وكلنا يعرف ان الوزارات في العراق اصبحت لها ثمن وبدون ثمن لا يمكن ان يجلس اي وزير على هذا الكرسي اللعين فما هي فائدتنا ونحن نهنئ ونبارك هل نسينا وتناسينا السنين العجاف التي مرت علينا وهل نسينا ان لدينا مئات الالاف من الشباب العاطل عن العمل وان اغلب موازنات السنين السابقة قد اكلها الذئب ونحن عنها غافلون فاتقوا يا اولي الالباب واعلموا انها مجرد تغيير اسماء وتسمين حيتان جديدة وان الفعل واحد وان المحسوبية والمحاصصة موجودة وبصورة ظاهرة للعيان فارحموا انفسكم واعلموا ان فلان اذا اصبح وزيرا فلنفسه وعائلته اولا ولكتلته وحزبه ثانياً واعلموا اننا لدينا في كل دبكة طبال وطبالنا يكذب علينا دوماً واننا سنبقى نعيش على الفتات الا ان يقضي الله امرا كان مفعولا…..

أحدث المقالات